للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب مضارع للنداء]

اعلم: أن كل منادى مختص, وأن العرب أجرت أشياء لما اختصتها مجرى المنادى كما أجروا التسوية مجرى الاستفهام, إذ كان التسوية موجودة في الاستفهام وذلك قولهم: أما أنا فأفعل كذا وكذا أيها الرجل, أو: نفعل نحن كذا وكذا أيها القوم. واللهم اغفر لنا أيتها العصابة.

قال سيبويه: أراد أن يؤكذ لأنه اختص إذ قال: إنه, لكنه أكد كما تقول لمن هو مقبل عليك كذا كان الأمر يا فلان١, ولا يدخل في هذا الباب/ ٤٢٤ لأنك لست تنبه غيرك. ومن هذا الباب قول الشاعر:

إنَّا بني نَهْشَلٍ لا نَنْتَمي لأَبٍ ... عنْهُ ولا هُوَ بالأَبْناءِ يَشرِيناَ٢

نصب بني مختصا على فعل مضمر كما يفعل في النداء نحو "أعني" وما أشبه ذلك.


١ ونص الكتاب ١/ ٣٢٦: أراد أن يؤكد لأنه اختص حين قال: أنا، ولكنه أكد، كما تقول: للذي هو مقبل عليك بوجهه مستمع منصت كذا كان الأمر يا أبا فلان توكيدا.
٢ الشاهد فيه: نصب "بني" على الاختصاص والتقدير "أعني".
وقوله: إنا بني نهشل: يعني نهشل بن دارم بن مالك بن تميم. ومن قال: إنا بنو نهشل جعل "بنو" خبر "إن" ومن قال: "بني" فإنما جعل الخبر أن تبتدر في البيت الذي يلي الشاهد وهو:
إن تبتدر غاية يوما لمكرمة ... تلق السوابق منا والمصلينا
ونسب هذا الشاهد المبرد في الكامل إلى رجل يكنى أبا مخزوم من بني نهشل بن دارم، وهو بشامة بن حزن النهشلي. ونسبها صاحب الحماسة لبعض بني قيس بن ثعلبة. وانظر: الكامل/ ٦٥، طبعة ليبسك، والحماسة ١/ ٩٧، والاقتضاب للبطليوسي/ ٣١٨، وعيون الأخبار لابن قتيبة ١/ ١٩٠ والشعر والشعراء ٢/ ٦٣٨، وكتاب الفاخر للمفضل بن سلمة/ ١٧٧، ورواه: لا ندعى لأب، والعيني ٣/ ٣٧٠، والخزانة ٣/ ٥١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>