للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأستعرض فيما يلي دلالة الأسلوب في كل من القسمين، وعلاقة الآية التي ورد فيها إثبات المثَلِ الأعْلَى لله بكل منهما. والله المستعان.

أولا: دلالة القسم الأول من السورة:

سورة "الروم" من السور المكية التي غلب عليها مجادلة مشركي قريش خاصة في أمر توحيد الألوهية، والبعث بعد الموت، ووجوب إخلاص الدين لله ومن الله، ونحوها من قضايا الاعتقاد.

وقد بدأ السياق في التعرض لذلك بذكر مجمل للقضيتين المشار إليهما قريبا: قضية البعث بعد الموت وما يتصل بها، وقضية التوحيد والنهي عن الشرك وما يتصل بها، وهما القضيتان اللتان أنكرهما كفار قريش وغيرهم من العرب أشد الإنكار.

قَال تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ المُجْرِمُونَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ} ١.

ثم ذكر سبحانه مصير الفريقين من المؤمنين والمشركين يوم القيامة.


١ سورة الروم آية (١١-١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>