للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: في المراد بالمثل الأعلى ومعنى الآيات الدالة على ذلك]

[المطلب الأول: في المراد بالمثل الأعلى لله تعالى]

...

المطلب الأول: في المراد بالمثَلِ الأعْلَى لله تعالى.

لقد تعددت عبارات السلف ومن بعدهم من العلماء في تفسير المثل الأعلى، واستشكل بعضهم قول بعض في ذلك١، وذلك يدل على الحاجة لتحرير المراد بالمثَلِ الأعْلَى لله تعالى ... وفق اعتبارات واضحة تستبين من خلالها المعاني الصحيحة لما أثبت الله لنفسه سبحانه من المثل الأعلى، ويزول الإشكال بإذن الله تعالى، وأهم هذه الاعتبارات ما يلي:

١- اتفاق المعنى الذي يفسر به "المثل الأعْلَى" مع الدلالة اللغوية للفظ "مثل" وما يدل عليه وصف الأعلى.

٢- اتفاقه مع دلالة السياق.

٣- أن يكون قد قال به بعض السلف أو العلماء السائرين على طريقهم، أو تؤول أقوالهم إليه.

٤- أن لا يتعارض مع الأصول المقررة المعلومة، والنصوص المحكمة، واتفاقه مع الحقائق الإيمانية وما كان عليه سلف الأمة في باب الأسماء والصفات.

وقبل البدء بالكلام على معاني قوله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ، أقدم

١ انْظر: الصواعق المنزلة على الطائفة الجهمية والمعطلة، للإمام ابن القيم، تَحْقِيْق / أ. د. أحمد بن


عطية الغامدي، (٢/٦٨٥، ٦٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>