للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثالث: في معنى قوله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعِيده وهو أهون عليه وله المثل الأَعلى في السماوات والأرض وهو العزِيز الحكيم}

...

قَال ابن جرير - رحمه الله -: "وقد يحتمل هذا الكلام ... أن يكون معناه: وهو الَّذِي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون على الخلق: أي إعادة الشيء أهون على الخلق من ابتدائه"١.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "أي إعادة الخلق بعد موتهم {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} من ابتداء خلقهم، وهذا بالنسبة إلى الأذهان والعقول"٢.

وقد ذكر بعض المفسرين ما يشير إلى أن كثيرا من المفسرين على هذا القول، حيث قَال:

"قَال المفسرون: خاطب تعالى العباد بما يعقلون، فإذا كانت الإعادة أسهل من الابتداء في تقديركم وحكمكم، فإن من قدر على الإنشاء كان البعث أهون عليه حسب منطقكم وأصولكم"٣.

وهذا القول هو الراجح للاعتبارات الآتية:


١- اتفاقه مع أقوال السلف من إجراء "أهون" على بابها للتفضيل. ومع الأصل من إجراء الألفاظ على ظواهرها ما لم يمنع من ذلك مانع،
١ جامع البيان، لابن جرير، (١٠/١٨٠) .
٢ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٦/١٢٢) .
٣ صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، (٢/٤٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>