للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع: نماذج من الامثال الجارية على قياس الاولى.

إن في الأمثال التي ضربها الله لبيان صحة التوحيد، وقبح الشرك في سورتي "النحل" و"الروم"، اللتين ورد فيهما ذكر المثل الأعلى، كفاية في تحقيق الغرض من هذا المبحث. وهو إيراد نماذج من الأمثال الجارية على قياس الأولى، وتطبيق القاعدة عليها.

كما أن هذه الأمثال الواردة في هاتين السورتين ضربت لبيان جانب من جوانب الإيمان بالله الذي هو موضوع هذا البحث.

والكلام على هذه الأمثال - في هذا المبحث - سيقتصر على بيان الحجة العقلية التي دل عليها المثل، وفهمها على قاعدة قياس الأولى. وذلك أنه سبق الكلام على دلالة السياق ونحوه عند الكلام على الآيتين اللتين دلتا على ثبوت المثل الأعلى لله رب العالمين في كلتا السورتين.

ويكون ذلك في ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: في بيان الحجة في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَمْلُوكًا لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ١.


١ سورة النحل (٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>