للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.................................. ... لنا بذا أدلة وفيه (١)

له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر (٢)


(١) أي: فلنا -معشر أهل السنة- باعتبار ثبوت التوقيف في أسماء الله من الشارع أدلة عالية تفي بالمقصود، لأن ما لم يثبت منها لم يؤذن فيه، وأجمعوا أنه تعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال ابن القيم: ما يطلق عليه تعالى في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه.
(٢) الحياة: صفة ذاتية قديمة أزلية ثابتة بالنص والإجماع، وليست كحياة المخلوق، والكلام صفة له سبحانه ثابتة باتفاق الرسل، قائمة بذاته وليس ككلام المخلوقين ويتكلم ويكلم متى شاء، بلا كيف، باتفاق أهل السنة، وله سبحانه بصر يبصر به جميع المبصرات، وسمع يسمع به جميع المسموعات، كما أخبر به في كتابه واتفقت عليه النبوات.
وله سبحانه إرادة حقيقية بالنص والإجماع، والإرادة إرادتان: إرادة كونية قدرية: وترادفها المشيئة، فما شاء كان من جميع الحوادث، وما لم يشأ لم يكن. وإرادة شرعية دينية: وهي المتضمنة للمحبة والرضا، كقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: ١٨٥] ، والأولى كقوله: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: ١٢٥]
وبين الإرادتين عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في حق المخلص المطيع، وتنفرد الإرادة القدرية في حق العاصي.
وله سبحانه علم بكل شيء، كما قال: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٩] {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: ١٢] . وله سبحانه اقتدار على كل شيء قدير بقدرة عامة شاملة بإجماع المسلمين، كما أخبر أنه على كل شيء قدير، فما قدره وعلمه أنه سيكون، هو شيء في التقدير والعلم والكتاب، وإن لم يكن شيئا في الخارج، ويقدر سبحانه على ما لا يفعله، كما قال: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} [الواقعة: ٧٠] والقدرة هي القدرة على الفعل.
والفعل نوعان: لازم ومتعد، فالاستواء، والإتيان، والنزول أفعال لازمة، لا تتعدى إلى مفعول، بل هي قائمة بالفاعل، والخلق والرزق والإحياء، والإماتة والهدى، والنصر، ونحو ذلك يتعدى إلى مفعول. وهذه الصفات السبع المذكورة في البيت يثبتها أهل الكلام من الأشعرية وأضرابهم وينفون ما سواها، والجهمية والمعتزلة ينفونها مطلقا، وأهل السنة والجماعة يثبتون لله جميع ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -

<<  <   >  >>