للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.................................. ... مصونة عن سائر الكفار (١)

واجزم بأن النار كالجنة ... في وجودها وأنها لم تتلف (٢)


(١) أي: جنة النعيم، محفوظة محمية عن جميع الكفار، فإن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة، بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: «أمر بلالاً ينادي في الناس: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة» . وفي لفظ: «مؤمنة» .
(٢) أي: واجزم، واعتقد، بأن النار وما فيها من أنواع العذاب، موجود الآن، كالجنة وما فيها من النعيم، فهما موجودتان، ولم يزل الصحابة والتابعون وسائر أهل السنة على اعتقاد ذلك، لما ثبت بالكتاب والسنة، وعلم بالضرورة من أخبار الرسل، وأنكرته طائفة من القدرية، والمعتزلة، فصار السلف يذكرون في عقائدهم: أن الجنة والنار مخلوقتان.
وفي الصحيحين وغيرهما من غير وجه: «أنه عليه السلام، رأى الجنة في صلاة الكسوف، حتى هم أن يتناول عنقودًا من عنبها، ورأى النار فلم ير منظرًا أفظع من ذلك» ، وفي قصة الإسراء: «دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك» .
واجزم أيضًا: أن النار لم تتلف، أي: لم تهلك وتبدل،
بل موجودة الآن، كالجنة وما فيها؛ وأبدية نعيم الجنة مما
علم بالاضطرار من الكتاب والسنة، وكذلك النار، وفي
الصحيحين: «يجاء بالموت في صورة كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت» . وفيه عدة أحاديث.
وأجمع أهل السنة والجماعة على أن عذاب الكفار لا ينقطع، كما أن نعيم الجنة لا ينقطع، لما دل على ذلك من الكتاب والسنة.

<<  <   >  >>