للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفَلاسِفَةُ للأَخبارِ عَنِ اللهِ، واليومِ الآخرِ (١) والجَهمِيَّةُ، والْمُعتَزِلَةُ وغَيرُهُم في بَعضِ ما جاء في اليوم الآخِرِ، وَفي آياتِ القَدَرِ، وآياتِ الصِّفاتِ، هو من تحريف الكلم عن مواضعه (٢) .


(١) أي: وما تأوله الفلاسفة للإخبار عن الله كتأويلهم الـ {أَحَدًا} أنه: الذي لا يتميز منه شيء عن شيء و {الْيَوْمِ الآخِرِ} أنه تخييلات للحقائق، ونحو ذلك مما هو صرف للآيات عن ظاهرها.
(٢) أي: وما تأوله الجهمية، والمعتزلة وغيرهم في بعض ما جاء في اليوم الآخر كزعمهم في بعث الأجساد ورد الأرواح إلى الأبدان، ووجود الجنة والنار، بأنها أمثلة ضربت للعوام، ليفهموا الثواب والعقاب، الروحانيين، وأن الله لم يقدر الأقدار ولم يتقدم علمه بها، وإنما يعلمها بعد وقوعها وكتأويل الاستواء بالاستيلاء، واليد: بالنعمة وغير ذلك بما هو من تحريف الكلم عن مواضعه.
... والتحريف، هو العدول، بالمعنى عن وجهه، وحقيقته، وإعطاء اللفظ معنى لفظ آخر، بقدر مشترك بينهما، وأما تحريف اللفظ، فهو: العدول عن جهته إلى غيرها، إما بزيادة أو نقصان، أو حركة.

<<  <   >  >>