للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدمة الأولى: كمال هذه الشريعة واستغناؤها التام عن زيادات المبتدعين واستدراكات المستدركين، فقد أتم الله هذا الدين فلا ينقصه أبدًا، ورضيه فلا يسخطه أبدًا (١) .

ومن الأدلة على هذه المقدمة قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣] .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - «وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء» (٢) .

المقدمة الثانية: بيانه - صلى الله عليه وسلم - لهذا الدين وقيامه بواجب التبليغ خير قيام، فلم يترك أمرًا من أمور هذا الدين صغيرًا كان أو كبيرًا إلا وبلغه لأمته.

ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: ٦٧] ، وقد امتثل - صلى الله عليه وسلم - لهذا الأمر وقام به أتم القيام.

وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع (٣) .

المقدمة الثالثة: حفظ الله لهذا الدين وصيانته من الضياع، فهيأ الله له من الأٍسباب والعوامل التي يسرت نقله وبقاءه حتى يومنا هذا وإلى الأبد إن شاء الله، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩] ، والواقع المشاهد يصدق ذلك فإن الله قد حفظ كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ووفق علماء المسلمين إلى قواعد مصطلح الحديث، وأصول الفقه، وقواعد اللغة العربية.


(١) انظر: "تفسير ابن كثير" (١/١٤) .
(٢) أخرجه ابن ماجه في سننه (١/٤) برقم (٥) ، وصححه الألباني. انظر: "السلسلة الصحيحة" (٢/٣٠٨) برقم (٦٨٨) .
(٣) انظر: "تفسير ابن كثير" (٢/٨٠) ، وانظر خطبة الوداع في: "صحيح البخاري" (٣/٥٧٣) برقم (١٧٤١) ، وفيها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا هل بلغت؟» قالوا: نعم. قال: «اللهم فاشهد» .

<<  <   >  >>