للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام أحمد بن حنبل (١) : "كان الفقه قفلاً على أهله حتى فتحه الله بالشافعي" (٢) .

وقال أيضًا: "كانت أقضيتنا في أيدي أصحاب أبي حنيفة ما تنزع، حتى رأينا الشافعي، فكان أفقه الناس في كتاب الله، وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يشبع صاحب الحديث من كتب الشافعي" (٣) .

وقال أيضًا: "لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث" (٤) .

وقد اشتمل كتاب "الرسالة" على أكثر مباحث الشافعي الأصولية، لكنه لم يشتمل عليها كلها، بل للشافعي مباحث مستقلة غيرها في الأصول (٥) .

فمن ذلك كتاب "جماع العلم" (٦) الذي اشتمل على حكاية قول الطائفة التي ردت الأخبار كلها، وحكاية قول من رد خبر الواحد، ومناظرة في الإجماع، وغير ذلك، وقد كان تأليفه له بعد كتاب "الرسالة" (٧) ، ومن ذلك كتاب "اختلاف الحديث" (٨) فقد ألفه بعد كتاب "جماع العلم" (٩) وبين فيه أنواع الاختلاف الوارد في الأحاديث النبوية وبوبه تبويبًا فقهيًا.

وللشافعي أيضًا كتاب"صفة نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - " (١٠) ،وكتاب"إبطال الاستحسان" (١١) ، أما الكلام على كتاب "الرسالة" فسيأتي لاحقًا، إن شاء الله تعالى (١٢) .


(١) هو: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الله الفقيه المحدث، إليه ينسب المذهب الحنبلي، كان إمامًا في الفقه والحديث والزهد والورع، له كتاب "المسند"، ولد سنة (١٦٤هـ) ، وتوفي سنة (٢٤١هـ) . انظر: "طبقات الحنابلة" (١/٤) ، و"سير أعلام النبلاء" (١١/١٧٧) .
(٢) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" (١/٦١) .
(٣) انظر المصدر السابق، ومقدمة كتاب "الرسالة" (٦) .
(٤) انظر المصدرين السابقين.
(٥) انظر: "الشافعي" لأبي زهرة " (١٨٦) .
(٦) طبع هذا الكتاب مستقلاً بتحقيق العلامة أحمد شاكر.
(٧) انظر: "جماع العلم" (٧، ٢٥، ٣٢) .
(٨) طبع هذا الكتاب مستقلاً بتحقيق محمد أحمد عبد العزيز.
(٩) انظر: "اختلاف الحديث" (١٣) .
(١٠) طبع هذا الكتاب بتحقيق العلامة أحمد شاكر في آخر كتاب "جماع العلم".
(١١) طبع هذا الكتاب مستقلاً في رسالة صغيرة بتقديم الشيخ علي بن محمد بن سنان.
(١٢) انظر (ص٤٦) من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>