للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الثاني: أقسام مطلق المصلحة (١) :

تنقسم المصلحة (٢) بالإضافة إلى شهادة الشرع إلى ثلاثة أقسام:

مصلحة معتبرة شرعًا، ومصلحة ملغاة شرعًا، ومصلحة مسكوت عنها.

أ- أما المصلحة المعتبرة شرعًا: فهي المصلحة الشرعية التي جاءت الأدلة الشرعية بطلبها من الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس، وذلك كالصلاة.

ب- وأما المصلحة الملغاة شرعًا: فهي المصلحة التي يراها العبد - بنظره القاصر - مصلحة ولكن الشرع ألغاها وأهدرها ولم يلتفت إليها، بل جاءت الأدلة الشرعية بمنعها والنهي عنها من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، وذلك كالمصلحة الموجودة في الخمر. فهذا النوع من المصالح في نظر الشارع يعتبر مفسدة، وتسميته مصلحة باعتبار الجانب المرجوح أو باعتبار نظر العبد القاصر، ثم هي موصوفة بكونها ملغاة من جهة الشرع.

جـ- وأما المصلحة المسكوت عنها: فهي التي لم يرد في اعتبارها أو إبطالها دليلٌ خاص من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، لكنها لم تخل عن دليل عام كلي يدل عليها، فهي إذن لا تستند إلى دليل خاص معين، بل تستند إلى مقاصد الشريعة وعموماتها، وهذه تسمى بالمصلحة المرسلة.

وإنما قيل لها مرسلة لإرسالها؛ أي: إطلاقها عن دليل خاص يقيد ذلك الوصف بالاعتبار أو بالإهدار.

المسألة الأولى:تعريف المصلحة المرسلة (٣)

مما مضى يمكن تعريف المصلحة المرسلة بأنها:


(١) انظر: "روضة الناظر" (١/٤١٢) ، و"مختصر ابن اللحام" (١٦٢) ، و"شرح الكوكب المنير" (٤/٤٣٣) ، و"مذكرة الشنقيطي" (١٦٨) ، و"المصالح المرسلة" للشنقيطي (٨، ١٥) .
(٢) المصلحة: ضد المفسدة، وهي: جلب المنفعة أو دفع المضرة. انظر: "مجمل اللغة" (١/٥٣٩) ، و"روضة الناظر" (١/٤١٢) ..
(٣) انظر: "روضة الناظر" (١/٤١٣) ، و"مذكرة الشنقيطي" (١٦٨، ١٦٩) ، و"المصالح المرسلة" (١٥) .

<<  <   >  >>