للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء، قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: ٧] .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله جميل يحب الجمال» (١) ، فأفعال الله إذن مباينة لأفعال المخلوقين تمامًا (٢) .

(الأصل الثالث: أنهم يصفون الله سبحانه بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فلا يجوز نفي ما أثبته الله لنفسه من الصفات، ولا أن تمثل صفاته بصفات المخلوقين، ولا أفعاله سبحانه بأفعال المخلوقين (٣) .

(الأصل الرابع: أنهم لا يوجبون على الله شيئًا إلا ما أوجبه سبحانه على نفسه تفضلاً منه وتكرمًا، كما قال تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ٢٣] .

قال ابن تيمية: "وأما الإيجاب عليه سبحانه وتعالى والتحريم بالقياس على خلقه، فهذا قول القدرية، وهو قول مبتدع مخالف لصحيح المنقول وصريح المعقول، وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئًا" (٤) .

(الأصل الخامس: أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه برسله وكتبه (٥) ، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا} [الإسراء: ١٥] ، وقال تعالى: {رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: ١٦٥] .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين» (٦) .


(١) رواه مسلم (٢/٨٨) .
(٢) انظر: "مجموع الفتاوى" (١١/٣٥١، ٣٥٣) .
(٣) انظر: "مجموع الفتاوى" (٨/٤٣٢) ، و"شرح العقيدة الطحاوية" (٩٩، ١٤٣، ١٤٤) .
(٤) "اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/٧٧٦) .
(٥) انظر: "مجموع الفتاوى" (٨/٤٣٥) ، و"طريق الهجرتين" (٤١١ – ٤١٤) .
(٦) رواه البخاري بهذا اللفظ: (١٣/٣٩٩) برقم (٧٤١٦) ، ومسلم (١٧/٧٨) وانظر (ص٣٤٢) ، وما بعدها من هذا الكتاب فيما يتعلق بهذا الأصل.

<<  <   >  >>