للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤيد ذلك قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} إذ خص الله سليمان عليه الصلاة والسلام بتفهيمه الحكم الصحيح، ولو كان الحكم نصًا لاشترك في فهمه الاثنان عليهما الصلاة والسلام (١) .

ب- قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر» (٢) .

جـ- حديث معاذ - رضي الله عنه - المشهور، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى اليمن، قال له: «بم تحكم؟» قال بكتاب الله، قال: «فإن لم تجد؟» قال: بسنة رسول الله، قال: «فإن لم تجد؟» قال اجتهد رأيي، قال: فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدره وقال: «الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله» (٣) .

د- وقوع الاجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم - في وقائع كثيرة منها (٤) :

أنه أخذ الفداء في أسرى بدر (٥) ، ولذلك عاتبه الله فقال سبحانه: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ} [الأنفال: ٦٧] .

هـ- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن لأصحابه -رضوان الله عليهم- بالاجتهاد، وكان يقرهم على الصواب من اجتهاداتهم (٦) .

فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن معاذ (٧) - رضي الله عنه - لما حكمه في بني قريظة: «لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل» (٨) .


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٠/٢٢٤) ، و"أضواء البيان" (٤/٥٩٦، ٥٩٧) .
(٢) رواه البخاري ومسلم. وقد تقدم تخريجه. انظر (ص٤٦٥) .
(٣) سبق تخريجه. انظر (١٩١) .
(٤) انظر: "روضة الناظر" (٢/٤٠٩) ، و"إعلام الموقعين" (١/١٩٨) ، و"شرح الكوكب المنير" (٤/٤٧٦) .
(٥) انظر ذلك في الحديث الذي رواه مسلم (١٢/٨٤) .
(٦) انظر: "روضة الناظر" (٢/٤٠٧) ، و"إعلام الموقعين" (١/٢٠٣) ، و"زاد المعاد" (٣/٣٩٤) ، و"شرح الكوكب المنير" (٤/٤٨١) .
(٧) هو: سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري، سيد الأوس، شهد بدرًا، ورمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهرًا حتى حكم في بني قريظة، ثم انتقض جرحه فمات وذلك سنة خمس للهجرة. انظر: "الاستيعاب" (٢/٢٥) ، و"الإصابة" (٢/٣٥) .
(٨) رواه البخاري (٦/١٦٥) برقم (٣٠٤٣) ، ومسلم (١٢/٩٥) واللفظ له.

<<  <   >  >>