للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- حذف ابن قدامة الكثير من الاعتراضات الجدلية (١) واختصر بعض الأدلة العقلية (٢) ، وحذف البعض الآخر (٣) ، وأعرض عن مسائل (٤) وهذب مسائل أخرى (٥) ، فكان هذا تصفية لكتاب "المستصفى"، وصار كتاب "الروضة" بذلك أصغر حُجًا، وأقرب نفعًا، وأسهل مأخذًا.

جـ- أثر كتاب الروضة:

ممن استفاد (٦) من كتاب الروضة وتأثر به كثيرًا:

الإمام صفي الدين عبد المؤمن البغدادي الحنبلي (٧) . في كتاب "قواعد الأصول ومعاقد الفصول" (٨) ، والإمام علاء الدين ابن اللحام البعلي الحنبلي (٩) في كتابه "المختصر في أصول الفقه" (١٠) .


(١) قارن في موضوع الاستصلاح بين "المستصفى" (٢٥٠ – ٢٥٩) ، و"الروضة" (١/٤١١- ٤١٨) .
(٤) قارن في موضوع شروط المتواتر بين "المستصفى" (١٥٨ – ١٦٥) ، و"الروضة" (١/٢٥٤ – ٢٥٩) .
(٦) اختصر الإمام الطوفي كتاب "الروضة" وسماه: "البلبل في أصول الفقه"، ثم شرح "البلبل" شرحًا ضخمًا عرف باسم: "شرخ مختصر الروضة"، وكلا الكتابين مطبوع.
(٧) هو: عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود القطيعي الأصل، البغدادي، الفقيه، الإمام الفرضي المتقن، صفي الدين أبو الفضائل، تفقه حتى برع وأفتى، واشتغل بالعلم مطالعة وتصنيفًا وتدريسًا، له كتاب "شرح المحرر"، و"شرح العمدة"، و"اللامع المغيث في علم المواريث"، توفي سنة (٧٣٩هـ) . انظر: "ذيل طبقات الحنابلة" (٢/٤٢٨) ، و"شذرات الذهب" (٦/١٢١) .
(٨) هذا الكتاب يمتاز بإيجازه، قال مؤلفه أنه اختصره من كتاب "تحقيق الأمل"، وجرده من الدلائل من غير إخلال بشيء من المسائل، وقد تابع في المختصر كتاب "الروضة" بل إنه نسخة مصغرة عنه إلا أنه حذف الأدلة، وخالف في الترتيب. وقد طبع الكتاب بتصحيح ومراجعة الشيخ أحمد شاكر، ثم طبع بتحقيق وتعليق الدكتور علي الحكمي، وهو من مطبوعات جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
(٩) هو: علي بن محمد بن عباس البعلي الحنبلي، أبو الحسن علاء الدين، المعروف بابن اللحام، قرأ على الشيخ زين الدين بن رجب، وأفتى وناظر ودرس وصنف، من مؤلفاته كتاب: "اختيارات الشيخ تقي الدين ابن تيمية"، و"القواعد والفوائد الأصولية"، توفي سنة (٨٠٣هـ) . انظر: "الجوهر المنضد" (٨١) ، و"الأعلام" (٥/٧) .
(١٠) هذا الكتاب يمتاز باختصاره، إذ حذف منه مؤلفه التعليل والدلائل، وأشار فيه إلى الخلاف والوفاق، وقد أكثر ابن اللحام في هذا المختصر من النقل، وامتاز بتصريحه باسم الكتاب الذي نقل عنه تارة، وباسم صاحبه تارة أخرى. فمن الكتب التي صرح بذكرها: "الكفاية" للقاضي أبي يعلى. انظر (٨٩، ٩٧، ١١٢) ، و"العدة" له (٣٤، ٨٠، ١٢٩) ، و"التمهيد" لأبي الخطاب (٣٤، ٥١، ٥٤) ، و"الواضح" لابن عقيل (٣١، ٤٦، ٦٠) ، و"الروضة" لابن قدامة (٥٤، ٦٠، ٦٢) ونقل عن ابن تيمية في "المسودة" دون تصريح باسمها. انظر (٧٥، ٨٥، ١٢١) ، وقد تابع ابن الحاجب في ترتيب أبوابه. والكتاب يعتبر مجمعًا لأقوال الحنابلة على وجه الخصوص، ومرجعًا لتحقيق مذهب الإمام أحمد، وفيه إشارات لمذهب السلف في بعض المواضع. انظر (٤٨، ٥٦، ٧٢) ، وقد شرحه الإمام تقي الدين أبو بكر الجراعي الحنبلي، المتوفي سنة (٨٨٣هـ) وهذا الشرح حقق بعضه الدكتور عبد العزيز القائدي في مرحلة الماجستير سنة (١٤٠٨هـ) بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأكمله الباحث عبد الرحمن الحطاب في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وقد حقق الدكتور محمد مظهر بقا كتاب "المختصر" لابن اللحام، وقدم له ووضع له فهارس، وهو من مطبوعات جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

<<  <   >  >>