للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له (١) ، وكتاب (مختصر التحرير) اختصر فيه المؤلف كتاب "التحرير" (٢) للمرداوي الحنبلي، المتوفي سنة (٨٨٥هـ) (٣) ،، ثم إن المرداوي شرحه في كتاب التحبير (٤) .

ب- مميزات الكتاب:

١- أن حجمه متوسط بين الصغير والكبير.

٢- أثبت المؤلف في هذا الكتاب الكثير من أقوال العلماء، وأرجع كل قول إلى مصدره، ونسب القول إلى قائله (٥) ، وهو بذلك يفصل ما أجمله في المختصر، ويوضح ما أبهمه فيه، والناظر في هذا الكتاب يلاحظ الدقة في النقل، والأمانة في التوثيق، والاعتراف بالفضل لأهله.

٣- أضاف المؤلف في هذا الكتاب عددًا من الفوائد والتنابيه والتذانيب (٦) ، كل ذلك بعبارة سلسلة وأسلوب سهل واضح، وهو بذلك يبث روح المتعة


(١) كتاب مختصر التحرير اختصار لكتاب "التحرير" للمرداوي، اقتصر فيه ابن النجار على قول الأكثر عند الحنابلة، دون غيره من الأقوال مما ذكره المرداوي في تحريره، وربما يذكر قولاً آخر في المسألة لفائدة تزيد على معرفة الخلاف، وربما يذكر وجهًا عند الحنابلة إذا كان المعتمد غيره، وربما يترك الترجيح ويطلق القولين أو الأقوال إذا لم يطلع على مصرح بتصحيح أحد القولين أو الأقوال، ولم يعز المؤلف الأقوال إلى قائليها اختصارًا لألفاظه، وتسهيلاً على حفاظه، وقد طبع في رسالة مستقلة.
(٢) كتاب "التحرير" جمع فيه مؤلفه معظم أحكام أصول الفقه، وقواعده، وضوابطه، وأقسامه، واشتمل على مذهب الأئمة الأربعة، وأتباعهم وغيرهم لكن على سبيل الإعلام، واستمده مؤلفه من غالب كتب الحنابلة في الأصول، فرجع إلى "الروضة" لابن قدامة، و"التمهيد" لأبي الخطاب، و"الواضح" لابن عقيل، و"العدة" لأبي يعلى، وتابع في ترتيبه ابن الحاجب في مختصره، بل تابعه في كثير من المسائل. وقد حققه الباحث عبد الله دكوري، في مرحلة الدكتوراه، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
(٣) هو: علي بن سليمان بن أحمد بن محمد الدمشقي الصالحي الحنبلي، ويعرف بالمرداوي، علاء الدين أبو الحسن، فقيه محدث أصولي، له كتاب: "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف"، و"تحرير المنقول في تمهيد علم الأصول"، وشرحه وسماه "التحبير في شرح التحرير"، توفي سنة (٨٨٥هـ) . انظر: "البدر الطالع" (١/٤٤٦) ، و"معجم المؤلفين" (٧/١٠٢) .
(٤) حقق في ثلاث رسائل (دكتوراه) ثم طبعت في تسعة مجلدات.
(٥) انظر دليلاً على ذلك: فهرس الكتب الواردة في النص، وفهرس الأعلام، وذلك في الفهارس الملحقة بالكتاب المذكور.
(٦) انظر: "شرح الكوكب المنير" (١/٣١) ، وانظر مثالاً على ذلك (١/٤٥٩- ٤٦٣، ٤٧٤) .

<<  <   >  >>