للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عباد الله لقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يهدي عمر بن الخطاب ويعز الإسلام به فأجاب الله دعوته، ورأى الصحابة مصداق هذه الدعوة منذ أسلم عمر إلى أن استشهد رضي الله عنه؛ فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام، وكان أحبهما إليه عمر» وعن صهيب بن سنان رضي الله عنه، قال: لما أسلم عمر رضوان الله عنه ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما زلنا أعز منذ أسلم عمر.

واسمعوا عباد الله الثناء العطر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صاحبيه أبي بكر وعمر، وتقديره التام لهما، وأمره بالاقتداء بهما، والشهادة لهما أنهما من أهل الجنة، بل من سادات أهل الجنة وهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه في المسجد ليس معنا ثالث إذ أقبل أبو بكر وعمر كل واحد منهما آخذ بيد صاحبه، فقال: «يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة ممن مضى من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما بذلك، فما أخبرت بهذا الحديث حتى ماتا» . وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إني لست أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه» أخرجه الترمذي.

والصحابة والتابعون يعرفون تلك المنزلة الرفيعة لهما رضي الله

<<  <   >  >>