للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأما فرحُهُ عند لقاء ربه: فبما يجدُهُ عند الله من ثواب الصيام مُدَّخرًا، فيجُده أحوج ما كان إليه. كما قال تعالى:

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} .

ولابن خُزيمة: «فإذا لقي الله - عز وجل -، فرح بصومه» ، وفي المسند عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس من عمل يومٍ إلا يختمُ عليهِ» .

وعن عيسى - عليه السلام - قال: إن هذا الليلَ والنَّهار خزانتان، فانظرُوا ماذا تضعون فيهما، فالأيام خزائنُ للناس، ممتلئةٌ بما خزنوه فيها، من خير وشر. وفي يوم القيامة: تُفْتَحُ هذه الخزائنُ لأهلها، فالمتقُون يجدون في خزائنهم: العزة والكرامة، والمذنبُون يجدون في خزائنهم: الحسرة والندامة.

الصائمون على طبقتين:

إحدهما: من ترك طعامهُ وشرابهُ وشهوته لله - عز وجل -، يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولا يخيبُ معه من عامله، بل يربحُ عليه أعظم الربح.

وقال - صلى الله عليه وسلم - لرجل: «إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله: إلا آتاك الله خيرًا منه» رواه أحمد. فهذا الصائمُ يُعطى في الجنة ما شاء من طعام وشراب ونساء، قال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا

<<  <   >  >>