للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عشرة، وكانت ليلة جمعةٍ، وكان زيدٌ بن ثابت لا يحيي ليلةً من رمضان كما يحيى ليلة سبع عشرة، ويقول، إن الله تعالى فرق في صبيحتها بين الحق والباطل، وأذلَّ في صبيحتها أئمة الكفر.

وحكى أحمدُ عن أهل المدينة: أن ليلة القدر تطلبُ ليلة سبع عشرة.

وأصحُّ ما روي من الحوادث في هذه الليلة: أنها ليلةُ بدر، وصبيحتها هو يوم الفرقان، وسمي يوم الفرقان: لأن الله تعالى فرق فيه بين الحق والباطل، وأظهر الحق وأهله على الباطل وأهله، وعلت كلمةُ الله وتوحيدُه، وذُلَّ أعداؤه من المشركين وأهل الكتاب.

وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله مرفوعًا: «ما رئِي الشيطانُ أحقر ولا أدحر ولا أصغر منه يوم عرفة، إلا ما رؤي يوم بدر، فقيل: ما رؤي يوم بدر؟ قال: رأى جبريل - عليه السلام - يزُع الملائكة» .

وفي ليلة القدر تنتشرُ الملائكةُ في الأرض، فيبطل سلطان الشياطين، كما قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} .

وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الملائكةُ في الأرض في تلك الليلة، أكثر من عدد الحصى» .

<<  <   >  >>