للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الركن الثالث: المعقود عليه]

وهو المال المقصود نقله من أحد العاقدين إلى الآخر، ثمنا كان أو مثمنا، واعلم أن النقد يكون ثمنا دائما والمبيع مقابلة، وإن دخلت عليه الباء، فإذا قلت: بعتك هذا الدينار بعشرة أقلام، فالدينار هو الثمن والعشرة أقلام مقابل الثمن، أما إذا كان الثمن والمثمن نقدين، أو عرضين فالثمن ما دخلت عليه الباء، والمبيع مقابله، ومثال ذلك ما إذا قلت: بعتك هذا الثوب بحقيبة، فالحقيبة هي الثمن والثوب في مقابله١.

شروط المعقود عليه:

والمعقود عليه هو المثمن والمثمن، وله شروط خمسة:

أن يكون طاهرًا، وأن يكون منتفعا به، وأن يكون للعاقد عليه ولاية، وأن يكون قادرًا على تسلميه، وأن يكون معلوما للعاقدين عينا، وقدرا وصفة، وقد ذكر السبكي أن هذه الخمسة ترجع إلى شرطين فقط، وهما كونه مملوكا منتفعا به؛ لأن القدرة على التسليم والعلم به، وكون الملك لمن له العقد هي في الحقيقة شروط في العاقد، وشرط الطهارة ستغني عنه بالملك؛ لأن النجس غير مملوك، وأجيب عن ذلك بأن هذه أمور اعتبارية تارة تعتبر مضافة للعاقد، وتارة تعتبر مضافة للمعقود عليه٢، وفيما يلي نتناول هذه الشروط بالبيان والإيضاح:

الشرط الأول: أن يكون المعقود عليه طاهرا:

والأعيان الطاهرة ضربان: ضرب لا منفعة فيه، وضرب فيه منفعة،


١ راجع حاشية المدابغي على الإقناع للخطيب "ج٢ ص٣".
٢ حاشية البجيرمي "ج٢ ص١٩".

<<  <   >  >>