للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنَّه قد خرج هذا الرَّجُل أعني محمد بن عبد الله بن الحسن فقال إنِّي قلت أبياتاً فاحفظها عنِّي:

أَرَى النَّاسَ في أمرٍ سحيلٍ فلا نزل ... علَى حذر حتَّى ترى الأمر مُبرَما

فإنك لا تسطيعُ ردَّ الَّذي مضى ... من القول عن زلاّته فارق الفما

وكائنْ ترى من وافر العِرض سالم ... وآخرَ أردى نفسه فتكلَّما

[الباب الثالث والستون]

[ذكر]

[التفضيل بالإحسان والمدح بشرف الأنساب]

وقال زهير بن أبي سلمى المُزني:

علَى مُكثريهم حقّ من يعْتريهمُ ... وعند المُقلِّينَ السَّماحةُ والبَذْلُ

وما كان من خير أتَوْهُ فإنَّما ... يقدمُهم آباءُ آبائهم قبلُ

وهل يُنبتُ الخطّيّ إلاَّ وشيجُه ... وينبُتُ إلاَّ في منابتها النخلُ

سعى بعدهُم قومٌ لكي يدركوهُم ... فلم يفعلوا ولم يُلاقوا ولم يألوا

وقال آخر:

إنْ يسألوا الخير يُعطوهُ وإن جهدوا ... فالجهد يُخرج منهم طيب إخبارِ

هَيْنون ليْنون أيسارُ ذوو كرمٍ ... سُوّاسُ مكرمةٍ أبناءُ أيارِ

لا ينطقون عن الفحشاء إن نطقوا ... ولا يُمارَون إنْ ماروا بإكثارِ

من تلقَ منهم تَقُلْ لاقيتُ سيدهُم ... مثلَ النّجومِ الَّتي يسري بها السَّاري

وقال المسيب بن علس:

يبيتُ الملوكُ علَى عَتْبها ... وشَيْبانَ إنْ غضبَتْ تُعتبُ

وكالراح بالماء أحلامُهم ... وأخْلاقهم منهما أعذَبُ

وكالمسكِ تُربُ مقاماتهم ... وتربُ قبورهمُ أطيبُ

وقال بعض العبديين وتروى لزهير:

لو كان يُقعد فوق الشَّمس من أحدٍ ... قومٌ لمجدهمُ أوْ جودهم قَعدوا

قوم أبوهم سِنانٌ حين تَنْسبُهُم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

إنسٌ إذا أمنوا جنُّ إذا فزعوا ... غرُّ بهاليل في أعناقهم صيَدُ

مُحَسّدون علَى ما كان من نِعَمٍ ... لا ينزع الله منهم ما له حُسدوا

وقال أعشى همدان في خالد بن ورقاء:

رأيتُ ثناءَ النَّاس بالغيب طيباً ... وقالوا فلانُ ماجدٌ وابنُ ماجد

فإن يكُ عَتّابٌ مضى لسبيلِه ... فما مات من أبقى له مثلُ خالد

وقال حسان بن ثابت:

بيض الوجوه كريمة أنسابُهم ... شُمُّ الأنوف من الطِّراز الأوّل

يُعشَوْن حتَّى ما تهرُّ كِلابُهمْ ... لا يسألونَ عن السّوادِ المُقبل

وقال الحطيئة:

هُمُ المتحفزون علَى المنايا ... بمال الجار ذلك والوفاءُ

هُمُ القوم الذين إذا ألمَّت ... من الأيَّام مُظلمةٌ أضاؤا

إذا نزل الشتاء بجار قومٍ ... تجنَّبَ جارَ بيتهمُ الشتاءُ

فابقوا لا أبا لكمُ عليهم ... فإن ملامة المولى شقاءُ

فإن سعاته لكم سُعاة ... وإن نماءهم لكمُ نماءُ

وإن أباهُم الأدنى أبوكم ... وإنَّ صدورهم لكم بِراءُ

وإن بلاءهم ما قدْ علمتُم ... علَى الأيَّام إنْ نفعَ البلاءُ

وثغرٍ لا يُقام به كَفوكم ... ولم يكُ دونهم لكم كِفاءُ

بجمهور يحار الطرف فيه ... يظل مُعظِّلاً فيه الفضاءُ

وقال أيضاً:

إذا قيل أيُّ النَّاس أوفى قبيلةٍ ... وأكرمُ يوماً لا توارى كواكبُه

فإنَّ بني عمرو بن لأم أرومةً ... علتْ يوم صعب لا تُنال مراقبه

أضاءت لهم أحسابُهم ووجوهُهم ... دُجى اللَّيل حتَّى نظَّمَ الجزع ثاقبُه

وقال آخر:

هُمُ الغُرّ الوجوه بني سنان ... لو أنك تَستضيءُ بهم أضاءوا

همُ حلُّوا من الشرف المُعلَّى ... ومن حسب العشيرة حيث شاءوا

فلو أن السَّماءَ دنت لمجدٍ ... ومكرمةٍ دنتْ لهم السَّماءُ

وقال آخر:

وكم فيهم من سيد وابن سيد ... وفيٍّ بعقد الجار حين يُفارقُه

يكاد الغمام الغرُّ يرعد إن رأى ... وجوه بني لأم وينهلُّ بارقه

وقال أبو دهبل الجُمحي:

إن البيوت معادن فنَجارُهُ ... ذهبٌ وكلُّ بيوته ضَخْمُ

مُتهلّل بنعَمْ ولا متباعِدٌ ... سيَّان منه الوفرُ والعُدْمُ

وقال العجير السلولي:

وإن ابنَ عمّي لابنُ زيد وأمُّه ... لبلاَّلُ أيدي خلة الشّولِ بالدَّمِ

<<  <   >  >>