للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريفه بالعلمية]

...

وإن كان بالعلمية ١:

فإما لإحضاره بعينه في ذهن السامع ابتداء باسم مختص٢ به، كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} وقول الشاعر:

أبو مالك قاصر ففره ... على نفسه، ومشيع غناه٣

وقوله:

الله يعلم أني ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد٤

وإما لتعظيمه. أو لإهانته، كما في الكنى والألقاب المحمودة والمذمومة٥.


١ أي تعريف المسند إليه بإيراده علمًا وهو ما وضع لشيء مع جميع مشخصاته، والعلم موضوع للشيء -وهو الذات مثلًا- ولمشخصاته فهي جزء من الموضوع له، والمراد بها العوارض اللازم للذات من حيث هي ذات وهي التي لا تقوم الذات بدونها.
٢ أي لإحضار المسند إليه بعينه وشخصه بحيث يكون متميزًا عن جميع ما عداه، واحترز بهذا عن إحضاره باسم جنسه نحو رجل عالم جاءني، فقد أحضر باسم جنسه وهو "رجل" وإما "عالم: فقد جيء بها لصحة الابتداء بالنكرة وقوله ابتداء أي لأول مرة واحترز به عن نحو جاءني زيد وهو راكب، وقوله باسم مختص به أي بالمسند إليه بحيث لا يطلق باعتبار هذا الوضع على غيره وإن صح إطلاقه على غيره بوضع آخر كالأعلام المشتركة، واحترز به عن إحضاره بضمير المتكلم أو المخاطب والإشارة والموصول والمعرف بلام العهد الخارجي وبالإضافة. ومعنى الإحضار هنا الالتفات والتوجه ... وهذه القيود لتحقيق العلمية وهي ثلاثة قيود: إحضاره بعينه وكونه ابتداء وكونه باسم مختص به. وإلا فالقيد الأخير مغن عما سبق؛ لأنه متى أحضر باسم مختص به كان ذلك الإحضار له بعينه ابتداء.
٣ هو للمتنخل الهذلي.
٤ هو للحارث بن هشام يعتذر به عن فراره يوم بدر.
٥ مثل ركب على، وهرب معاوية، فالأول مأخوذ من العلو، والثاني من العو وهو صريخ الذئب.

<<  <  ج: ص:  >  >>