للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مثله يمشي النساء حواسرا ... وتقوم معولة مع الأسحار

أبعد مقتل مالك بن زهير ... ترجوا النساء عواقب الأطهار؟

ما أن أرى في قتله لذوي النهى ... إلاّ المطي تشد والاكوار

ومجنبات ما يذقن عذوقة ... يقذفن بالمهرات والامهار

ومسارعا صدأ الحديد عليهم ... فكأنما طلب الموجوه يقار

من كل سرور بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار

يجد النساء حواسر يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار

قد كن يخبأن الوجوه تسترا ... فالآن حين بدون للنظار

يضربن حر وجوههن على فتى ... عف الشمائل طيب الأخبار

قوله: حار أراد يا حارث قوله: ترجوا النساء عواقب الأطهار يريد إنَّ النساء لا يأتين بمثله وفي عروض هذا البيت عيب القطع وهو لا يجوز إلاّ مع التصريع. والمنجبات: خيل يركبون الإبل فيقودونها هي لا يركبونها إلى موضع الغارة لتجم. ويقال ما ذقت عذوفا بالذال المعجمة وتهمل في لغة ربيعة وبالفاء أي شيء. ويقال عذوقا وعذوقة فإنَ كانت الرواية بغير هاء التأنيث ففي هذا العروض أيضاً عيب السابق. والمساعر جمع مسعر وهو الذي يسعر الحرب. قوله: قد قمن قبل تبلج الأسحار هكذا في الرواية. والجملة حال أي بجد النساء عند وصوله يندبنه وقد كن قمن إلى ذلك من الليل قبل تبلج الأسحار واستمررن على البكاء إلى وقت مجيئه. ويروى: يندبنه بالصبح قبل تبلج الأسحار. وقالوا يعني بالصبح هنا الحق والأمر الجلي وليس بظرف. ولا بد فيه مع ذلك من التقدير الذي في الرواية الأولى. ويصح إنَّ يكون الصبح أطلق على آخر الليل لقربه منه مجازا أو يكون على بابه. وقوله قبل تبلج الأسحار معمول لفعل مقدر كما في الرواية الأولى أو معمول ليندبه. ويكون بالصبح معمولا لحواسر على الألف والنشر مع تكلف. وأفاد بالبيتين انهم أدركوا ثأرهم لأن القتيل عند العرب لا يبكى حتى يؤخذ بثأره. وقال قيس بن زهير يرثي حمل بن بدر وهو أوّل من رثى مقتوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>