للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصف النعامة بذلك، يزعمون إنّه مصلمٌ لا أذن له ولا يسمع الأصوات أما حقيقة أو إنّه لا يلتفت إليها. قال علقمة يصف الظليم:

فوهٌ كشف العصا لأياً تبينه ... أسك ما يسمع الأصوات مصلومُ

وقال زهير:

كأن الرجل منها فوق صعلٍ ... من الظلماء جؤجؤهُ هواءُ

أسكن مصلمُ الأذنين أجنى ... له بالسيِّ تنومٌ وآء

وقال عنترة:؟ فكأنني أطس الإكام عشيةً بقريب بين المنسمين مصلمِ

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[الثور يحمي أنفه بروقه.]

الثور بفتح الثاء وسون الواو، معروف يطلق على الانسي والوحشي. والحماية: المنع والحفظ، يقال: حماه من كذا يحميه منعه وحفظه. والروق بالفتح القرن.

والمعنى أنَّ الثور يدافع عن نفسه بقرنه، فيضرب فقط الحث على حفظ الحريم، والدب بما أمكن. وتقدم في كلام عمرو بن أمامة حيث قال:

لقد عرفت الموت قبل ذوقه: ... إنَّ الجبان حتفه من فوقه

كل امرئ مقاتلٌ عن طوفه ... كالثور يحمي أنفه بروقه

وفي خبر أبن إسحاق عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قدمها وهي أوباً أرض الله من الحمى. فأصاب أصحابه منها بلاء، وصرف ذلك عن نبيه. قالت: فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبي بكر في بيت واحد فأصابتهم الحمى. فدخلت عليهم أعودهم، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، وبهم ما لا يعلمه إلاّ الله من شدة الوعك. فدنوت من أبي بكر فقالت له: كيف تجدك يا أبتِ؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>