للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البغض اللحظ؛ وقول الشاعر:

فإنَ تك في عدو أو صديقٍ ... تخبرك العيون عن القلوب

وقول الآخر:

خذ من العيش ما كفى ... ومن الدهر ما صفا

عين من لا يريد وصلك ... تبدي لك الجفا

وقول الآخر:

تخفي العداوة وهي غير خفية ... نظر العدو بما أسر يبوح

وقالوا: إنَّ يعبر عن الإنسان اللسان، وعن المودة والبغض العيان

[جمع بين الأروى والنعام.]

الجمع ضد التفريق؛ وتقدم تفسير كل من الأروى والنعام في هذا الكتاب. وهذا المثل يضرب في الجمع بين أمرين متنافيين، والتأليف بين شيئين متخالفين. يقال: تكلم زيد فجمع بين الأروى والنعام، وذلك لأن الأروى مسكنها قنن الجبال، كما قال امرؤ القيس:

تلاعب أولاد الوعول رباعها ... دوين السماء في رؤوس المجادل

والنعام مسكنها السهل من الأرض، فلا يجتمعان؛ وكذا الأروى والبقر.

وسئل أعرابي عن صفة مطر فقال: استقل سد مع انتشار الطفل فشط واحزال؛ ثم أكفهرت أرجاؤه، واحمومت أرحاؤه، وابذعرت فوارقه، وتضاحكت بوارقه، واستطار وادقه، وارتقت حؤبه، وارتعن هيدبه، وحشكت أخلاقه، واستقلت أردافه، وانتشرت أكنافه؛ مرتجس، والبرق مختلس، والماء منبجس فأترع الغدر وانتبث الوجر وخلط الأوعال وبالآجال، وقرن الصيران بالرئال: فالأودية هدير والشراج خرير، والتلاع زفير؛ وحط النبع العتم، والقلل الشم، إلى القيعان الصحم. فلم يبق في القلل إلا معصم مجرنثم، أو داحص مجرجم، وذلك من فضل رب العالمين، على عباده المذنبين!

<<  <  ج: ص:  >  >>