للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل القلب إنَّ لاقى الضبابي خاليا ... لدى الركن أو عند الصفا متحرج؟

وأعجلنا قرب المزار وبيننا ... حديث كتشنيج المريض مزعج

وقال الأخر:

لقد علمت أم الصبيين إنني ... إلى الضيف قوام السنان خروج

إذا المرغث العوجاء بات يعزها ... على ضرعها ذو توءمين لوهج

وإني لأغلي اللحم نيا وإنني ... لممن يهين اللحم وهو نضيج

يريد: إني آخذها جيدة غالية الثمن، فأنحرها وأخلي بينها وبين الناس تهاونا بها، كما قال الآخر:

وإني لأغلي لحما وهي نية ... ويرخص عندي لحمها حين تذبح

وقال الحارث اليشكري:

قلت لعمرو حين أرسلته ... وقد حبا من دونها عالج:

لا تكسع الشول بأغبارها: ... إنك لا تدري من الناتج

وأصيب لأضيافك ألبانها ... فإن شر اللبن الوالج!

يقول: لا يبق اللبن في الضروع هذه النوق! والأغبار جمع غبر وهو بقية اللبن في الضرع، كانت العرب تفعل ذلك لسمن الأولاد التي في بطونها. وأصببه للناس، فإنك لا تدري من ينتجها، ولعلك تموت فيبقى ذلك للوارث! ومثله قول الآخر:

وإن درت نياقك فاحتلبها ... فما تدري الفصيل لمن يكون

وهذا كما في الحديث: يقول أبن آدم مالي مالي، ومالك من مالك إلاّ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت. ومنه قول النمر أبن تولب:

أعاذل إنَّ يصبح صداي بقفرة ... بعيد نآني صاحبي وقريبي

تري أن ما أبقيت لم أك ربه ... وإنَّ الذي أنفقت كان نصيبي

وذي إبل يسعى ويحسبها له ... أخي نصب في رعيها ودؤوب

غدت وغد رب سواه يقودها ... وبدل أحجارا وجال قليب

<<  <  ج: ص:  >  >>