للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمضى من النجم إنَّ نابته نائبةٌ ... وعند أعدائه أجرى من السيلِ

يقصر المجد عنه في مكارمه ... كما يقصر عن أفعاله قولي

قال اللراوي: فبهتنا والله بما رأينا. فتأنى قليلا ثم قال: ألا تنشدني يا أصمعي شعرا ترتاح إليه النفس؟ فأنشدته قول عدي بن الرقاع:

وناعمةٍ تجلو بعود أراكةٍ ... مؤشرةٍ يسبي المعانق طيبها

كأن بها خمراً بماء غمامةٍ ... إذا ارتشفت بعد المنام غروبها

أراك إلى نجد تحن وإنما ... هوى كل نفسٍ حيث كان حبيبها

فتبسم الأعرابي وقال: هذا قريب من الأول. ألا أنشدتني كما قلت:

تعلقتها بكراً وعلقت حبها ... وقلبي من كل الورى فارغٌ بكرُ

إذا احتجبت لم يكفك البدر فقدها ... وتكفيك فقد البدر إن حجب البدرُ

وما الصبر عنها إن صبرت وجدته ... جميلاً ولا في مثلها يحسن الصبرُ

وحسبك من خمر يفوتك ريقها ... ووالله ما من ريقها حسبك الخمرُ

ولو أنَّ جلد الذر لامس جلدها ... لكان للمس الذر في جلها أثرُ

ولو لم يكن للبدر ضداً جمالها ... وتفضله في حسنها لصفا البدرُ

قال: الراوي: فقال لنا الأصمعي: اكتبوا ما سمعتم ولو بأطراف المدى في رقاق الأكباد! انتهى.

ويقال أيضاً: حسبك بكذا. قال أبو تمام:

نامت همومي عني حين قات لها: ... حسبي أبو دلفٍ حبي به وكفى!

وقال العباس بن الأحنف:

إن كان يرضيكم عذابي وأن ... أموت بالهجران والكربِ

فالسمع والطاعة مني لكم ... حسبي بما ترضون لي حسبي

والشر ضد الخير؛ أنَّ الشر يكفيك منه سماعه وإن لم تعاينه إما على معنى أنَّ الشر من

<<  <  ج: ص:  >  >>