للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترتع ما غفلت إذا أذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار

يوما بأوجع مني يوم فارقني ... صخر وللدهر إحلاءٌ وإمرار

ونحوه قول عبد الله بن الزبير الأسدي:

رمى الحدثان نسوة آل زيدٍ ... بمقدارٍ سمدن له سمودا

فرد شعورهن السود بيضاً ... ورد وجوههن البيض سودا

فإنك لو سمعت دعاء باكيةٍ حزينٍ ... أبان الهر وأحدها الفقيدا

حنَّ قدحٌ ليس منها.

هذا المثل يضرب للرجل يدخل نفسه في القوم وليس منهم أو يمتدح بالشيء ليس من أهله. يروى أنَّ عقبة بن أبي معيط لمّا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله قال: أأقتل من بين قريش؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حن قدح ليس منها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل أنت إلاّ يهودي من صفورية؟ وذلك أنهم ذكروا أنَّ أمية بن عبد شمس خرج إلى الشام وأقام بها عشر سنين. فوقع على أمة يهودية للخم من صفورية يقال لها ترنى فولدت له ذكرا فاستلحقه أمية وكناه أبا عمرو وهو أبو أبي معيط.

[حنت ولا تهنت.]

هذا المثل لمازن بم مالك بن عمرو بن تميم وذلك أنَّ الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم بن مر كان عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم كان يزورها. فنهاه قومها عن ذلك فأبى حتى وقعت الحرب بين قومه وقومها. فأغار عليهم عبد شمس في جيشه فعلمت به الهيلمانة فأخبرت أباها. وكانوا يعرفون إعجاب الهيلمانة به كإعجابه بها. فلما قالت هذه المقالة لأبيها قال مازن بن مالك: حنت ولا تهنت! وأنى لها مقروع؟ ومقروع عبد شمس كان يلقب به، لأن القريع والمقروع في كلام العرب هو المختار

<<  <  ج: ص:  >  >>