للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر:

ولا تفش سري إلاّ إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا!

فإني رأيت غواة الرجال لا يتركون أديما صحيحا

وقيل: وكان أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه يتمثل بهذين البيتين كثيرا، وقيل انهما له. والأديم: الجلد، استعير هنا للعرض، وجعل لام الوشاة سهاما يرما بها الأعراض حتى تهتكها. ومثله قول أبن الخياط:

فلا تعدل إلى الواشين سمعا ... فإنَّ كلام أكثرهم كلام

وإنَّ الود عندهم نفاق ... إذا طاوعتهم والحمد ذام

وأقوال إذا سمعت سهام ... تقصر عن موقعها السهام

فلما نصحوا لمجدك بل مراداً ... لمّا قد ساءني قعودا وقاموا

فليتك تسمع القولين حتى ... تبين في من الحق الخصام!

وقالت فاطمة بنت الأحجم الخزاعية ترثي أخاها وقيل ليلى بنت يزيد بن الصعق ترثي ابنها قيس بن زياد:

لقد كنت لي جبلا ألوذ بظله ... فتركتني أضحى بأجرد ضاح

قد كنت ذات حمية ما عشت لي ... أمشي البراز وكنت أنت جناحي

فاليوم أخضع للذليل وأتقي ... منه وأدفع ظالمي بالراح

وأغض من بصري وأعلم إنّه ... قد مات خير فوارس ورماح

وإذا دعت قمرية شجبنا لها ... يوما على فنن دعوت صباحي

وتمثلت بها فاطمة أم السبطين رضي الله عنها يوم وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم. ومعنى: دعوت صباحي أي قلت: وأسوء صباحاه! لعدم ناصري فيه. وفي معنى الأول قول أبي الوفاء يرثي غازي:

أيا تاركي ألقى العدو مسلما ... متى ساءني بالجد قمت ألاعبه

وقال سعد بن قيس:

كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح

فالهم بيضات الخدور ... هناك لا النعم المراح

<<  <  ج: ص:  >  >>