للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضمير في كشفت للحرب في قوله:

يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا

وكشف الساق كناية عن اشتدادها، أخذ من كشف الرجل عن ساقه وتشميره إذا جد في الأمر، كما قيل:

وكنت إذا جاري دعا لمضوفة ... اشمر حتى ينصف الساق مئزري

والصارح: الخالص أصله اللبن الذي ذهبت رغوته، كما مر؛ فالهم بيضات الخدور الخ. . فيه وجهان: أحدهما إنّه يقول: أما حينئذ لا نبالي بأموالنا أن تذهب، وإنّما همنا الدفع عن حريمنا؛ والآخر: إنَّ يريد: أنا ظهرنا على العدو ولم نلتفت إلى أموالهم وأخذها، وإنما همنا منهم القتل والسباء وهو أفخر.

وقال أحد بني يشكر:

إلاّ أبلغ بني ذهل رسولا ... وخص إلى سراة بني البطاح

بأنا قد فتلنا بالمعلى ... عتيبة منكم وأبا الجلاح

فإن ترضوا فأنا قد رضينا ... وإنَّ تأبوا فأطراف الرماح

مقومة وبيض مرهفات ... تبين جماجما وبنان راح

وقال الحيض بيض:

ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا على الأسرى فنعفو ونصفح

ويحكى عن بعضهم قال: رأيت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في المنام، فقلت له: يا أمير المؤمنين، تفتحون مكة وتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يؤثم على ولدك الحسين مآثم؟ فقال لي: أسمعت أبيات الصيفي في هذا، وهو الحيص بيض؟ فقلت: لا. قال: اسمعنا منه! قال: فانتبهت، فلما أصبحت بادرت إلى دار الحيص بيص فأخبرته بالقصة فبكى وحلف بالله ما خرجت من فيه إلى أحد وما نظمها إلاّ في ليلته، فأنشدني: ملكنا فكان العفو منا البيتين.

وقال الحماسي أحد بني الحارث بن كعب:

لنا حمد أرباب المئين ولا يرى ... إلى بيتنا مال مع الليل رائح

<<  <  ج: ص:  >  >>