للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: إنّه كان سيدا فلما مات ترك ثلمة لم تسد. تقول: خل الرجل وأخل به بالضم إذا احتاج. ورجل مخل ومختل وخليل أي فقير. قال زهير:

وإن أتاه خليلٌ يوم مسألة ... يقول: لا غائبٌ مالي ولا حرم

واختل إليه: احتجاج. وفي كلام أبن مسعود: عليكم بالعلم! فإنَّ أحدكم لا يدري متى يختل، أي متى يحتاج الناس إلى ما عنده، وما أخلك إليه، أي ما أحوجك! والأخل الأفقر. ويقولون: " الأخل فالأخل، أي الأفقر فالأفقر ". والسلة بفتح السين: السرقة وكذا الاسلال. ويقال في بني سلة أي سرقة. والمعنى أنَّ الحاجة والخصاصة تدعوا إلى السرقة وتلجئ إليها، عياذاً بالله تعالى! وأما الخلة بضم الخاء فهي الصداقة. والصديق أيضاً للذكر والأنثى، ورجل خلة لي وامرأة خلة. وقال امرؤ القيس:

وكان لها في سالف الدهر خلة ... يسارق بالطرف الخباء المسترا

أي خليل. وقال الآخر:

ألا أبلغها خلتي جابراً ... بأن خليك لم يقتل!

وقال الآخر:

شبعت من نوم وزاحت علتي ... وطرفي في المنام خلتي

ما علمت إنّها ألمت ... حتى قضت حاجتها وولت

أي خليلتي.

[خلا لك الجو فبيضي واصفري!]

الجو معروف، وباضت الدجاجة ونحوها، تبيض؛ وصفر الطائر، يصفر، صفيراً: صوت.

وهذا المثل يضرب للأمر يقدر عليه الإنسان متمكنا. وأوّل من قاله كليب بن ربيعة التغلبي الوائلي في شعر له، وذلك إنّه كان له حمي لا يقرب، فباضت فيه قبرة؛ والقبرة بضم القاف وفتح الباء المشددة الطائر المعروف؛ فأجاره وقال يخاطبها:

<<  <  ج: ص:  >  >>