للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطارة غب السرى موارة ... تطس الاكام بذات خف ميثمِ

وهذا الكلام يحلف به العرب يقولون: لا والذي أخرج العذق من الجريمة والنار من الوثيمة! ومن أيمانهم أيضاً: لا والذي شقهن خمسا من واحد! أي الأصابع ولا والذي أخرج قابية من قوب! أي فرخا من بيضة كما مر؛ و: لا والذي وجهي زمم بيته! بفتحتيناي تلقاءه وتجاهه؛ والبسل: الشجعان وأحدهم باسل والبسالة: الشجاعة؛ والمشتف هو المستقصي ما في إنائه ومنه حديث أم زرع: إن شرب اشتف. والمقتف: الآخذ للشيء بعجلة؛ وأمر الرجل: كثر عدده؛ وتعز: تغلب؛ والمعلهج: المتناهي في الدناءة واللؤم، وقيل هو العريق فيه اللئيم بن اللئيم، والهبيت: الأحمق الضعيف، ويقال له الجبان المخلوع القلب. وضده الثبيت. قال طرفة:

فالهبيت لا فؤاد له ... والثبيت قلبه قيمه

ويروى: فهمه قيمه.

وقد علمت أنَّ لفظ المثل في هذه الوصية التي سردنا من كلام أوس: خير الغنى والقناعة، وشر الفقر الضراعة. ورواية المثل على هذا الوجه هو رأي من لا يرى أنَّ القنوع يكون بمعنى القناعة، وبذلك اعترض البكري على أبي عبيد في إيراده المثل على الالفظ السابق، وقد علمت مما مر إنّه صحيح ومثل هذا المثل قول الفارعة بنت طريف ترثي أخاها:

فتى لا يعد الزاد إلاّ من التقى ... ولا مال إلاّ من قنى وسيوف

وقول الأبيرد اليربوعي:

فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر

وقول إبراهيم بن العباس الصولي:

أسد ضار إذا استنجدته ... وأب بر إذا ما قدرا

يعرف الأبعد إنَّ أثرى ولا ... يعرف الأدنى إذا ما افتقرا

وقوله أيضاً:

<<  <  ج: ص:  >  >>