للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا!

أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها ... وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا

وإن قال مولاهم على جل حادثٍ ... من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا

فكيف ولم أعلمهم خذلوك ... على معظمٍ ولا أديمكم قدوا؟

مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى ... بنى لهم آبائهم وبنى الجدُ

فمن مبلغ أبناء سعدٍ فقد سعى ... إلى السورة العليا لهم حازمٌ جلدُ

رأى مجد أقوامٍ أضيع فحثهم ... على مجدهم لمّا رأى أنه الجهدُ

وتعذلني أبناء سعدٍ " البيت "

وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:

ما لامرئٍ خاض في بحر الهوى عمر ... إلاّ وللبين فيه السهل والجدُ

كما نما البين من إلحاحه أبداً ... على النفوس أخ للموت أو ولدُ

وقال يخاطب محمد بن يوسف:

واعذر حسودك فيما قد خصصت به ... إنَّ العلى حسنٌ في مثلها الحسدُ!

وقال أيضاً في وداعه لعلي بن الجهم يمدحه:

هي فرقةٌ من صاحب لك ماجدٍ ... فغداً إذابة كل دمعٍ جامدِ

فافزع إلى ذخر الشؤون وغربه: فالدمع يذهب بعض جهد الجاهدِ

فإذا فقدت أخاً فلم تفقد له ... دمعاً ولا صبراً فلست بفاقدِ

ومنها:

إن يكد مطرف الإخاء فإننا ... نغدو ونسري في إخاءٍ تالدِ

أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذبٌ تحدر من غمامٍ واحدِ

أو نفترق نسباً يؤلف بيننا ... أدبٌ أقمناه مقام الوالدِ

وقال أيضاً من قصيدة أخرى:

سقته ذعافاً غارة الدهر فيهم ... وسم الليلي فوق سم الأساودِ

<<  <  ج: ص:  >  >>