للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير قياس؛ والملتمس: شاعر معروف، وهو جرير لن عبد المسيح. ولقب بالملتمس لقوله:

وذلك أوان العرض طن ذبابه ... زنابيره والأزرق الملتمس

وصحيفته: كتاب كتب له عمرو بن هند يذهب إلى عامله بالبحرين ليقتل، وأوهمه أنَّ المكتوب فيها الحباء يأخذه من العامل. فضرب المثل بهذه الصحيفة لمن يستحصب هلاكه وهو يضنه نفعا.

وشرح هذه القصة أنَّ طرفة بن العبد الشاعر المشهور البكري الوائلي، هجا عمرو بن هند مضرط الحجارة لمتقدم ذكره قوله:

فليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حول قبتنا تخور

من زمرات أسبل قادمها ... وضرتها مركنة درور

يشاركنا لها رحلان فيها ... تعلوها الكباش فما تنور

لعمرك إنَّ قابوس بن هند ... ليخلط ملكه نوك كثير

قسمت الدهر في زمن رخي ... كذاك الدهر يقصد أو يجور

لنا يوم وللكروان يوم ... تطر المائسات وما نطير

فما يومنا فنظل ركبنا ... وقوفا ما نحل وما نسير

وما يومهن فيوم سوءٍ ... يطاردهن بالحدب الصقور

وتقدم بعض هذه الأبيات، وقوله قسمت الدهر، الخ. . إشارة إلى ما يحكى أنَّ عمرو بن هند كان دأبه أنه يصطاد يوما ويوما يقف الناس ببابه: فإنَّ اشتهى حديث رجل منهم أذن له. فلبث على ذلك دهره. وكان لطرفة أخت تزوجها عبد عمرو، وعبد عمرو هذا كان أقرب الناس إلى عمرو بن هند منزلة. فجاءت أخت طرفة يوما تشكو زوجها هذا، فهجاه طرفة بقوله:

يا عجبا من عبد عمرو وبغيه ... لقد رام ظلمي عبد عمرو فأنعما

<<  <  ج: ص:  >  >>