للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بهره. فلما هم بها أعلمه الآذن أنَّ رسول الحجاج بالباب. فأذن له ونحى الجارية فأعطاه كتابا من عبد الرحمن بن الأشعث فيه سطور أربعة:

سائل مجاور هل جنيت لهم ... حربا تزيل بين الجيرة الخلط؟

وهل سموت بجرار له لجبٌ ... جم الصواهل بين الحم والفرط؟

وهل تركت نساء الحي ضاحيةً ... في ساحة الدار يستوفدن بالقنطِ

وتحته:

قتل الملوك وسار تحت لوائه ... شجر العرى وعراعر الأقوامِ

فكتب إليه عبد الملك كتابا وجعل في طيه جوابا لابن الأشعث:

ما بال من أسعى لأجبر كسره ... حفاظاً وينوي من سفاهته كسري؟

أظن خطوب الدهر بيني وبينهم ... ستحملهم مني على مركبٍ وعرِ

وإني وإياهم كمن نبة القطا ... ولو لم تنبه باتت الطير لا تسري

أناة وحلما وانتظارا بهم غداً ... وما أنا بالواني ولا الضارع الغمرِ

قال: ثم بات يقلب كف الجارية ويقول: ما أفدت فائدة أحب إلي منك! فتقول: ما بالك يا أمير المؤمنين وما يمنعك؟ فقال: ما قاله الأخطل لأني إن خرجت منه كنت ألأم العرب: قومٌ إذا حاربوا. . " البيت " فما إليك سبيل أو يحكم الله بيني وبين عدو الرحمن بن الأشعث. فلم يقربها حتى قُتل عبد الرحمن.

وقال الآخر:

الله يشكر ما مننت به ... إذ كان يقصر دونه شكري

غيره:

إلهي زد في عمره من حياتنا ... وأعمرنا حتى يطول له العمرُ!

غيره:

أبى الله تدبير أبن آدم نفسه ... وأن يكون المرء إلاّ مدبرا

<<  <  ج: ص:  >  >>