للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانك من وادٍ إلى مرجبٍ ... وإن كنت لا تزدار إلا على عفرِ

قال فلما رآني مصغيا إليه أشار إلي فاستأنسني وأنزلني ووضع طعاما فقلت: أنا إلى غير هذا أحوج، قال: ماذا؟ قلت: تنشدني، قال: أفعل. فلما أصبت من الطعام قلت: الوعد، فأنشدني:

لقد طرقت أمُّ الخشيف وإنها ... إذا صرع القوم الكرى لطروقُ

فيا كبداً يحمى عليها وإنها ... مخافةَ هيضات النوى لخفوقُ

أقام فريقٌ من أناسٍ يودهم ... بذات الغضا قابي وبان فريقُ

لحاجة محزون يظل وقلبه ... رهين ببيضات الحجال صديقُ

تحمان أن هبت لهن عشيةً ... جنوبٌ وأن لاحت لهن بروقُ

كأن فضول الرقم حين جعلنها ... غدياً على أدمِ الجمال عذوقُ

وفيهن من بخت النساء ربحلةٌ ... تكادُ بها غرُ السحاب يرقُ

هيجانٌ فأما العصُ من أخرياتها ... فوعثٌ وأما خصرها فدقيقُ

فقوله: فإنك من وادٍ إلى مرجبٍ أي معظم. وقوله في القطعة الثانية:

كأن فضول الرقم حين جعلنها ... غديا على أدم الجمال عذوقُ

أي نخلات، جمع عذق وهو النخلة كما ذكرنا قبل، أو قنوانها، وهو تشبيه مشهور عند القدماء، يشبهون الحمول والبرود المرقومة فيها بالنخيل إذا أينع ثمرها فأحمر وأصفر. قال امرؤ القيس:

أو المكرعات من نخيل أبن يامنٍ ... دوين الصفا اللائي يلين المشقرا

سوامق جبارٍ أثيتٍ فروعهُ ... وعالين قنوانا من البسرِ أحمرا

وقال أيضاً:

علوانَ بأنطاكية فوق عقمةٍ ... كجرمة نخلٍ أو كجنة يثربِ

والترجيب في النخل أن يجعل للنخلة دكان تعتمد عليه اة يدعم بشيء إذا كثر حملها لئلا تنكسر. ويسمى ذلك الطكان الرجبة بضم الراء. وقيل أن يغرز الشوك حولها حتى لا يوصل إليها. وقيل أن تضم قنوانها إلى سعفاتها وتشد بالخوص حتى لا

<<  <  ج: ص:  >  >>