للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن إبراهيم يخاطب بعض أهله:

أظنك أطغاك الغنى فنيستني ... ونفسك والدنيا الدنية قد تنسي

فإنَّ كنت تعلو عند نفسك بالغنى ... فإني سيعليني عليك غنى نفسي

وقال أعرابي سأل آخر حاجة، فتشاغل عنه:

كدحت بأظفاري وأعلمت معولي ... فصادفت جلمود من الصخر أملسا

وأقبلت أنَّ أنعاه حتى رأيته ... يفوق فواق الموت ثم تنفسا

تشاغل لمّا جئت في وجه حاجتي ... وأطرف حتى قلت: قد مات أو عسا

فقلت له: لا بأس لست براجع ... فأفرخ تعلوه السمادير مبلسا

السمادير: أم يتراءى للإنسان عند السكر.

غيره:

لئن درست أسباب ما كان بيننا ... من الود ما شوقي إليك بدارس

وما أنا من أنَّ يجمع الله بيننا ... على خير ما كنا عليه بآيس

وقال أحد بني شيبان:

وما أنا من ريب المنون بجبا ... وما أنا من سيب الإله بآيس

يقال: جبأ عن كذا يجبأ عنه، إذا هابه، ورجل جبأ.

وقال مهلهل:

نبئت إنَّ النار بعد أوقدت ... واستب معدك يا كليب المجلس

وتكلموا في أمر كل عظيمة ... لو كنت حاضر أمرهم لم ينسبوا!

قوله المجلس أي الجالسون، والنبس: النطق، يقال نبس فلان.

غيره:

والشيب إنَّ يحلل فإنَّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفس

لم ينتقص مني المشيب قلامة ... الآن حين بدا ألب وأكيس

ومثله، في مدح الشيب، قول الآخر:

لا يرعك المشيب يا بنت عبد ... الله، فالشيب حلة ووقار

إنّما يحسن الرياض إذا ما ... ضحكت في خلاها الأنوار!

<<  <  ج: ص:  >  >>