للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتمشت في مفاصلهم. . " البيت ". فقلت: وأي شيء قلت؟ قال: قلت:

غراء في فرعها ليل على قمرٍ ... على قضيب على غصن النقا الدهس

أذكى من المسك أنفاساً وبهجتها ... أرق ديباجة ًمن رقة النفسِ

كأنَّ قلبي وشاحها إذا خطرت ... وقلبها قلبها في الصمت والخرسِ

تجري محبتها في قلبِ وامقها ... جري السلافة في أعضاء منتكسِ

فقلت: ممن سرقت أنت هذا المعنى؟ فقال: لا أعلم أنني أخذته من أحد. فقالت: بلى! من عمر بن أبي ربيعة حيث يقول:

أما والراقصات بذات عرقٍ ... وربَّ البيت والركن العتيقِ

وزمزم والطواف ومشعريها ... ومشتاقٍ يحن إلى مشوقِ

لقد دب الهوى لك في فؤادي ... دبيب دم الحياة إلى العروقِ

قال: ممن سرق عمر بن أبي ربيعة؟ قلت: من بعض العذريين حيث يقول:

واشرب قلبي حبها ومشى به ... كمشي حميم الكأس في عقل شاربِ

ودب هواها في عظامي وحبها ... كما دب في الملسوع سم العقاربِ

فقال لي: من أخذ هذا العذاري؟ قلت: من أسقف نجران يعني السابق.

وقال أبو الفتح البستي:

يا أكثر الناس إحسانا إلى الناس ... وأكرم الناس إغضاء عن الناس

نسيت عهدك والنسيان مغتفر ... فاغفر فأول ناس أوّل الناس!

وقال مسلم بن الوليد في تفضيل الورد:

كم من يد للورد مشهورة ... عندي وليس كيد النرجس

الورد يأتي ووجوه الربى ... تضحك عن ذي برد أملس

وقد تحلق بعقود الندى ... ثابتة في الأرض لم تغرس

ولن ترى النرجس حتى ترى ... روض الخزامى رثة الملبس

وتخلف النكباء ما جددت ... أيدي الغوادي في سنا السندس

وهناك يأتيك غريبا على ... شوقٍ من الأعين والأنفس

غيره:

<<  <  ج: ص:  >  >>