للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أحسن الظن بأعدائه ... تجرع الهم بلا كاس

قال الصفدي: ولو كنت ناظم هذا البيت لقلت: من احسن الظن بأحبابه، ولم اقل: بأعدائه.

ولله در القائل:

جزى الله خيرا كل من ليس بيننا ... ولا بينه ود ولا متعرف

فلا نالني ضيم ولا مسني أذى ... من الناس إلاّ من فتى كنت أعرف!

وقال: يقال إنَّ رجلا كان على عهد كسرى يقول: من يشري ثلاث كلمات بألف؟ ولا يجد، إلى أن اتصل بكسرى، فأحضره وسأله عنها فقال: ليس في الناس كلهم خير. قال: صدقت! ثم ماذا؟ فقال: ولا بد منهم! قال: صدقت! ثم ماذا؟ قال: فألبسهم على حذر! فقال قد استوجبت المال، فخذه! قال: لا حاجة لي به، وإنّما أردت أن أرى من يشتري الحكمة! وقال أبو فراس:

مالي أعاتب دهري أين يذهب بي؟ ... قد صرح الدهر لي بالمنع والياس

أبغي الوفاء بدهر لا وفاء به ... كأنني جاهل بالدهر والناس

ونحوه في المعنى قوله أيضاً:

أين الخليل الذي يرضيك باطنه ... مع الخطوب كما يرضيك ظاهره؟

وقول أبن الساعاتي:

لا يغرنك لتودد من قوم ... فإنَّ الوداد منهم نفاق

والقلوب الغلاظ لا ينزع الأحقاد ... منها إلاّ السيوف الرقاق

وقول آخر:

لا تثق من آدمي ... في وداد بصفاء!

كيف ترجو منه صفواً ... وهو من طين وماء؟

وقول الآخر:

ومن يك اصله ماء وطينا ... بعيد من جلبته الصفاء

وقال أبن قلاقس:

<<  <  ج: ص:  >  >>