للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غاض الوفاء وفاض ماء ... الغدر أنهارا وغدرا

وتطابق الأقوام في ... أقوالهم سراً وجهرا

فأنظر بعينيك هل ترى ... عرفا وليس تراه نكرا!

وهو من قول الطغرائي:

غاض الوفاء وفاض الغدر وانفجرت ... مسافة الخلف بين القول والعمل

وما أعدل قول محي الدين بن تميم في هذا:

لك الخير كم صاحبت في الناس صحبا ... فما نالني منهم سوى الهم والعنا

وجربت أبناء الزمان فلم أجد ... فتى منهم عند المضيق ولا أنا!

ومثله لبعضهم:

طفت زمانا على من ينصفني فلما أنصفت خنته أنا

وتتميم هذا الغرض في موضع آخر، إن شاء الله تعالى.

غيره:

لم يكفني في الرأي خيبة منظري ... حتى حرمت لذاذة الإيناس

كالأعور المسكين أعدم عينه ... وأعتاض منها بغضة في الناس

ووقال الآخر: محي الدين محمّد بن تميم في مليح ينسى كثيرا:

بروحي الذي نسيانه صار عادة ... وأفرط حتى كاد يعدمه الحشا

فلو إنّه بالهجر أضحى مهددي ... لمّا ساءني علما به إنّه ينسى

وقال الآخر:

والله ما طلعت شمس ولا غربت ... إلاّ وأنت مني وقلبي ووسواسي

ولا جلست إلى قوم أحدثهم ... إلاّ وأنت حديثي بين جلاسي

ولا هممت بشرب الماء من ظمأ ... إلاّ رأيتن خيالاً منك في الكأس!

وقال الآخر:

إنَّ صحبنا الملوك تاهوا علينا ... واستخفوا جهلا بحق الجليس

أو صحبنا التجار عدنا إلى البؤس ... وصرنا إلى عديد الفلوس

فلزمنا البيوت نستعمل الحبر ... ونملا به وجوه الطروس

<<  <  ج: ص:  >  >>