للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهونُ ما يمر به الوحول

وله أيضاً:

بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ

وله:

وكل أنابيب القنا مددٌّ له ... وما تنكتُ الفرسانَ إلا العواملُ

وله:

خيرُ الطيورِ على القصور وشرها ... يأوي الخرابَ ويسكنُ الناووسا

وله أيضاً:

وليس يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليل

[الباب الثالث]

[النسيب]

قال ابن الدمينة:

ألا يا صبا نجد متى هجت من نجدِ ... لقد زادني مسراكِ وجداً على وجدِ

أأنْ هتفت ورقاءُ في رونق الضحى ... على فننٍ غض النبات من الرندِ

بكيتُ كما يبكي الوليدُ ولم يزلْ ... جليداً وأبديتُ الذي لم تكن تبدي

وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الوجدِ

بكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا ... على ذاكَ قربُ الدار خيرٌ من البعدِ

على أن قربَ الدار ليس بنافع ... إذا كانَ من تهواهُ ليس بذي ود

للصمة بن عبد الله القشيري:

حننتَ إلى ريا ونفسكَ باعدتْ ... مزاركَ من ريا وشعباً كما معا

فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعاً ... وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا

وأذكرُ أيامَ الحمى ثم أنثني ... على كبدي من خشيةٍ أن تصدعا

وليستْ عشياتُ الحمى برواجعٍ ... عليكَ ولكنْ خل عينيك تدمعا

قال ابن الدمينة:

أما يستفيقُ القلبُ إلا انبرى له ... توهمُ صيفٍ من سعادَ ومربعِ

أخادعُ عن أطلالها العينَ إنه ... متى تعرف الأطلال عينك تدمعِ

عهدتُ بها وحشاً عليها براقعٌ ... وهذي وحوشٌ أصبحتْ لم تبرقعِ

لآخر:

فيا ربَّ إنْ أهلك ولم ترو هامتي ... بليلى أمتْ لا قبرَ أعطشٌ من قبري

وإنْ أَك عن ليلى سلوتُ فإنما ... تسليتُ عن يأسٍ ولم أسلُ عن صبر

وإنْ يكُ عن ليلى غنىً وتجلدٌ ... فربَّ غنى نفسٍ قريبٍ من الفقرِ

لأبي صخر الهذلي:

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمرُ

لقد تركتني أحسدُ الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعرُ

فيا حبها زدني جوىً كل ليلةٍ ... ويا سلوةَ العشاقِ موعدكِ الحشرُ

عجبتُ لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

وله أيضاً:

قد كان صرمٌ في المماتِ لنا ... فعجلتِ قبل الموتِ بالصرمِ

ولما بقيتِ ليبقينَّ جوىً ... بين الجوانحِ مضرع جسمي

ما في الحياة إذا نأيتِ لنا ... خيرٌ ولا للعيشِ من طعمِ

فتعلمي أن قد كلفتُ بكم ... ثم افعلي ما شئتِ عن علمِ

لآخر:

وكنتَ إذا أرسلتَ طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظرُ

رأيتَ الذي لا كله أنت قادرٌ ... عليه، ولا عن بعضه أنت صابرُ

قال آخر:

أقولُ لصاحبي والعيسُ تهوي ... بنا بين المنيفةِ فالضمارِ

تمتعْ من شميمِ عرار نجدٍ ... فما بعدَ العشية من عرارِ

ألا يا حبذا نفحاتُ نجدٍ ... وريا روضه بعد القطارِ

وأهلكَ إذْ يحلُّ الحيُّ نجداً ... وأنتَ على زمانك غيرُ زارِ

شهورٌ ينقضينَ وما شعرنا ... بأنصافٍ لهنَّ ولا سرارِ

لآخر:

ولما رأيتُ الكاشحين تتبعوا ... هوانا وأبدوا دوننا نظراً شزرا

جعلت وما بي من صدودٍ ولا قلىً ... أزوركم يوماً وأهجركم شهرا

قال ابن هرمة:

استبق دمعك لا يودي البكاءُ به ... وأكففْ مدامع من عينك تستبقُ

ليس الشؤون وإنْ جادت بباقية ... ولا الجفونُ على هذا ولا الحدق

لآخر:

قد كنت أعلو الحبَّ حيناً فلم يزل ... بي النقض والإبرامُ حتى علانيا

لوم أر مثلينا خليلي جنابةٍ ... أشد على رغم العدو تصافيا

خليلين لا نرجو اللقاء ولا ترى ... خليلين إلا يرجوان التلاقيا

للحسين بن مطير:

فيا عجباً للناسِ يستشرفونني ... كأن لم يروا بعدي محباً ولا قبلي

يقولون لي أصرمْ يرجع العقل كله ... وصرمُ حبيبِ النفس أذهب للعقل

<<  <   >  >>