للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رثاء عاتكة بنت عبد المطلب لأبيها: وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَبْكِي أَبَاهَا:

أعَيْنيَّ جودَا، وَلَا تَبْخَلا ... بدمعِكما بعدَ نَوْم النِّيَامِ

أعَيْنيَّ واسحَنْفرا واسكُبا ... وَشُوبَا بكاءَكما بالْتِدام

أعَيْنيَّ، وَاسْتَخْرِطَا واسجُما ... عَلَى رَجُلٍ غَيْرِ نِكْس كَهام

كَرِيمِ الْمَسَاعِي، وَفِيِّ الذِّمَامِ١ ... عَلَى شَيْبةِ الْحَمْدِ، وَارَى الزِّنَادِ

وَذِي مَصْدَق بعدُ ثَبْت المُقام ... وسيْفٍ لَدَى الْحَرْبِ صَمْصامة

ومُرْدِي المخاصمَ عِنْدَ الخصام٢ ... وسهل الخليقة طَلْق اليديْن

وفٍ عُدْمِلىٍّ صَمِيمٍ لُهَام٣ ... تَبَنَّك فِي بَاذِخٍ بَيْتُهُ

رَفِيعُ الذؤابةِ صَعْب المَرَامِ

رِثَاءُ أُمِّ حَكِيمٍ بنت عبد المطلب لأبيها: وَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءِ بنتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَبْكِي أَبَاهَا:

أَلَا يَا عينُ جُودِي واستهلِّي ... وبَكِّي ذَا النَّدَى والمَكْرُماتِ

أَلَا يَا عينُ ويْحَك أَسْعِفِينِي ... بدمعٍ مِنْ دموعٍ هاطلاتِ

وبَكِّي خَيرَ مَنْ رَكبَ الْمَطَايَا ... أباكِ الخيرَ تيَّار الفُراتِ


١ على الجحفل. جعلته كالجحفل، أي: يقوم وحده مقامه، والجحفل: لفظ منحوت من أصلين، من: جحف وجفل: وذلك أنه يجحف ما يمر عليه أي: يقشره، ويجفل: أي يقلع ونظيره نهشل للذئب، هو عندهم منحوت من أصلين أيضًا، من نهشت اللحم ونشلته.
٢ المردى: مُفْعَل من الردى، وهو الحجر الذي يقتل من أصيب به، وفى المثل "كل ضب عنده مرداته".
٣ قولها: وَف. أي: وَفيّ، وخفف للضرورة، وقولها: عُدْمُلِيّ. العدملي: الشديد. واللهام: فعال من لهمت الشيء. ألهمه: إذا ابتلعته، قال الراجز:
كالحوت لا يرويه شيء يلهمه ... يصبح عطشانًا وفي البحر فمه
ومنه سمي الجيش: لُهامًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>