للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- مدرسة البصرة:

البصرة بفتح الباء وكسرها وضمها ثلاث لغات والأشهر فيها الفتح والنسب إليها بصرى بفتح الباء وكسرها، ويقال لها: البصيرة بصيغة التصغير, كما يقال لها: تدمر والمؤتفكة؛ لأنها ائتفكت بأهلها في أول الدهر، وقد قيل عنها إنها قبلة الإسلام وخزانة العرب، وقد بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر رضي الله عنه سنة سبع عشرة، وسكنت في سنة ثماني عشرة، ولم يعبد على أرضها صنم قط.

وقد نزلها كثير من الصحابة رضوان الله عليهم منهم أنس بن مالك, الذي كان أستاذ تلك المدرسة, وإمامها في الحديث، وعبد الله بن عباس الذي تولى إمرتها لابن عمه علي بن أبي طالب قبل رجوعه إلى المدينة، وكثير غيرهم منهم عمران ابن حصين١, وأبو برزة الأسلمي٢, ومعقل ابن يسار٣.


١ ابن عبيد بن خلف الخزاعي, أسلم عام خيبر وغزا عدة غزوات, وقال الطبراني: أسلم قديما هو وأبوه وأخته، ونزل البصرة وكانوا يقدمونه على كل من نزلها من الصحابة واشتهر نبأ تكليمه الحفظة, وتسليم الملائكة عليه مات سنة اثنتين وخمسين, وقيل: سنة ثلاث، الإصابة ج٣، ص٢٦-٢٧.
٢ نضلة بن عبيد الأسلمي أبو برزة مشهود بكنيته، قال ابن سعد: كان من ساكني المدينة, ثم نزل بالبصرة وغزا خراسان، وقال غيره: شهد مع علي قتال الخوارج بالنهروان وغزا خراسان بعد ذلك, مات سنة أربع وستين, وقيل: سنة خمس, وقيل: في زمن عبد الملك. الإصابة ج٣ ص٥٥٦-٥٥٧.
٣ ابن عبد الله بن معبر المزني, أسلم قبل الحديبية, وشهد بيعة الرضوان وهو الذي حفر نهر معقل بالبصرة بأمر عمر, فنسب إليه, مات ما بين الستين إلى السبعين الإصابة ج٣، ص٤٤٧.

<<  <   >  >>