للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يقبل إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم, فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًّا"١.

وكأننا بالورع الزاهد العالم العابد الخليفة الراشد, وهو يضع معالم مناهج المحدثين فهو ينبه على ضرورة استقلال الحديث وتخليص الألفاظ النبوية من أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ثم على المحدثين أن يحضروا مجالس التحديث, فلا يتكلوا على الكتابة والتدوين، فلا بد من المشافهة, ويتحتم

تضافر كل الجهود حتى لا يندرس العلم ويفشو الجهل.

ومما ينبغي التنبه له أن هذا التدوين هو الذي اشتهر وانتشر وذاع وشاع, وملأ البقاع, لا لأنه كان جديدا في زمانه, فقد سبقته محاولات كثيرة ترجع إلى عصر النبوة كما سبق أن ألمحنا، وإنما لأسباب أخرى ستسفر عن نفسها قريبا, وليس صحيحا ما ذهب إليه صاحب مجلة المنار الأستاذ محمد رشيد رضا من أن أول من دون الحديث خالد بن معدان؛ لذا تأباه النصوص الصحيحة والصريحة في إفادة أن هناك صحفا كانت لبعض الصحابة كصحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وقد مر بك خبرها آنفا كالصادقة لعبد الله بن عمر وغيرها كثير.

وليس صحيحا تأويله لأحاديث الإذن في الكتابة للحديث, ولا ادعاؤه أن أحاديث النهي عن الكتابة ناسخة لأحاديث الإذن فيها.


١ صحيح البخاري بهامش فتح الباري ج١، ص٢٠٤-٢٠٥.

<<  <   >  >>