للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطيعون]

المأمورون بالطاعة في دائرة متسعة الأرجاء متعددة الأنحاء, تتناول كل حياتهم وتضمن لهم إن هم امتثلوها ونفذوا كل ما فيها الخير لهم في عاجلهم وآجلهم, في حالهم ومآلهم. هؤلاء المأمورون بالطاعة هم الأئمة الأعلام مادة الإسلام, جعلهم الله أمناء على وحيه بعد رسوله صلى الله عليه وسلم, وحملة لشرعه ونقلة لهديه, فمنطقي أن يكونوا أرضا خصبة أمسكت الماء وانتفعت به فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. إنهم الجديرون بثناء ربهم وتعديده لفضائلهم في غير ما موضع من كتابه وعلى لسان رحمته المهداة ونعمته المسداة.

فهم الأمة الوسط, والوسطية تعني الخيرية, ومطلق الأفضلية المسببة بالأسباب القوية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ١.

وما كانوا شهداء على الناس إلا بعد أن ملكوا كل مقومات الشهادة وحاذوا عناصرها, والحكم العدل أعز من أن يقبل شهادة المساوي في


١ سورة البقرة الآية رقم ١٤٣.

<<  <   >  >>