للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصور كل ذلك عبد الشارق بن عبد العزى الجهني, فيقول:

ألا حييت عنا يا ردينا ... فحييها وإن كرمت علينا١

ردينة لو رأيت غداة جئنا ... على أضماننا وقد احتوينا٢

فأرسلنا أبا عمرو ربيئا ... فقال ألا انعموا بالقوم عينا

ودسوا فارسا منهم عشاء ... فلم نغدر بفارسهم لدينا

فجاءوا عارضا بردا وجئنا ... كمثل السيل نركب وازعينا

تنادوا بالبهثة إذا رأونا ... فقلنا أحسني ضربا جهينا

سمعنا دعوة عن ظهر غيب ... فجلنا جولة ثم ارعوينا

فلما أن توافقنا قليلا ... أنخنا للكلاكل فارتمينا

فلما لم ندع قوسا وسهما ... مشينا نحوهم ومشوا إلينا

تلألؤ مزنة برقت لأخرى ... إذا حجلوا بأسياف ردينا

شددنا شدة فقتلت منهم ... ثلاثة فتية وقتلت قينا

وشدو شدة أخرى فجروا ... بأرجل مثلهم ورموا جوينا

وكان أخي جوين ذا حفاظ ... وكان القتل للفتيان زينا

فآبوا بالرماح مكسرات ... وأبنا بالسيوف قد انحنينا

وباتوا بالصعيد لهم أحاح ... ولو خفت لنا الكلمى سرينا٣


١ القصيدة في الحماسة لأبي تمام رقم ١٥٢ "راجع شرح المرزوقي ١/ ٤٤٢, وعيار الشعر لابن طباطبا ٦٢, ٦٣".
٢ الأضم: الغضب. ويروى البيت: وقد "اجتوينا" و"اختوينا" واحتوينا معناه: احتوينا الأموال والغنائم والحريم. ويرى المرزوقي أن اجتوينا "بالجيم" مع ذكر الأضم أشبه "١/ ٤٤٢".
٣ وفي رواية ابن طباطبا: سلينا. ردينا: أسرعنا. قين: اسم فارسهم. وقد شبه لمعان السلاح الكثيف بالمزنة البارقة في قوله: تلألؤ مزنة.

<<  <   >  >>