للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدينة المنورة:

وأما المدينة١ فإنها تسمى "المنورة" لوجود قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيها، وقد دفن فيها أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- أيضا، وترتفع عن سطح البحر بنحو ٦٠٠ متر. وأهم أماكنها المقدسة: المسجد النبوي ومسجد قباء ومسجد حمزة والبقيع, حيث دفن فيه عدد كبير من شهداء المسلمين.

ويقع المسجد النبوي في وسط المدينة على شكل مستطيل، طوله ١٢٦ مترا وعرضه نحو ثلثي ذلك. وله عدة أبواب، منها: "باب الرحمة", وباب جبريل، وباب الشام، وباب النساء، وكان يضم مسجد النبي الأول بيت عائشة، ومساكن زوجاته، ومنازل بعض الصحابة، وتقع المقصورة الشريفة "قبر النبي" في طرفه الجنوبي الشرقي. أما الروضة الشريفة فهي المكان الواقع بين القبر ومنبر الرسول.


١ تقع على الخط الخامس والعشرين من العرض الشمالي، والخط الأربعين من الطول الشمالي، وعلى بعد ثلاثمائة ميل من مكة, ومائة وثلاثين ميلا من ينبع. وهي في سهل ينحدر تدريجيا نحو الشمال, ويحده جبل أحد شمالا، وجبل عير جنوبا، ومن الشرق والغرب الحرتان الشرقية والغربية والشرقية أبعد عن المدينة، وبينهما سهل فسيح خصب، وتسمى "حرة واقم", وكان عندها وقعة الحرة المعروفة في عهد يزيد بن معاوية عام ٦٣هـ. ويطلق على الحرة اسم "اللابة" أيضا. وقد جاء في الحديث: "ما بين لابتيها أفقر من أهل بيتي". وشمالي المدينة جبل سلع, وعلى ثلاثة أميال منها شطر الشمال جبل أحد، وكانت عنده المعركة المشهورة في العام الثالث من الهجرة، وقريب منها جبلان متقاربان يسمى أحدهما عير الوارد، والآخر عير الصادر. ومن الأودية في سهل المدينة: وادي العقيق، وقد أكثر الشعراء الإسلاميون من ذكر المدينة في قصائدهم. وقد هدمت في العهد السعودي الأضرحة والقباب والمباني المقامة في المدينة وما سواها على قبور الصحابة والتابعين، وكان تقيم هذيل في سراة هذيل شرقي مكة وفيما بينها وبين المدينة.
ومرفأ المدينة ينبع، وكانت "الجار" مرفأ لها قبل ينبع.

<<  <   >  >>