للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيتمت مبكّرًا

وكيف تلقّيت العلم الشرعي هناك؟

نشأتُ يتيمًا، وعشت اليتم مبكرًا؛ حيث توفي والدي حينما كان عمري ثلاث سنوات.. فأخذني خالي المدرس فأدخلني في مدرسته.. وكان الطالب يبدأ دراساته منذ صغره بتعلم الحروف الهجائية على الترتيب الأندلسي لا على الترتيب المشرقي.

وبعد ذلك يبدأُ الطالبُ بقراءة القرآن؛ فبعض الطلاّب يستمع القرآن المقروء ليحفظه، والبعضُ الآخر يقرأ القرآن على الألواح؛ لأنه لم تكن هناك كتب كثيرة، حيث أن الكتاب الواحد يشترك فيه عدة أساتذة؛ أما أنا فلم أترك دارسة القرآن حتى حفظته كله على اللوح.

وبعد ذلك أمرني خالي أن أبدأ بدارسة التوحيد؛ فقرأت "مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني" وهي عقيدة سلفية، ثم أمرني خالي ببداية دراسة اللغة العربية.. الإعراب، ثم "ألفية ابن مالك"، ثم "زوائد الكافية"، وهكذا؛ وكنتُ أحفظُ بسهولة.

وبعد إكمال دراسة اللغة العربية صار عمري ١٥ سنة، وحينذاك أمرني خالي أن أبدأ دراسة الفقه لأتسلم أحكام الصلاة، وبالفعل درست الفقه؛ فأكملت دراسة عدة رسالة على اللوح.

وبعد ذلك درستُ البلاغة مثل "الجوهر المكنون"، والبيان، والمعاني، والبديع.

<<  <  ج: ص:  >  >>