للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حياة الشيخ محمد عبد الله المدني]

[مدخل]

...

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه ثقتي وعليه اتّكالي

الحمد لله الذي يَقضي ولا يُقضى عليه، الجاعل لكل شيءٍ سببًا يُفضي إليه، المتفضِّل بالهداية على الراغب فيما لديه، سبحان من لا ينقضي فيَضانُ يديه.

والصلاة والسلام على سلالة معد وعدنان نبيِّنا محمد الذي قصم بالحق ظهور من خان، وهاجر من مرابض الكفر والأوثان حتى نصره الله على الأعداء بآيات القرآن، وعلى آله وصحبه المؤتسين بهديه، الرادعين كل غاوٍ عن غيِّه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الجزاء عن الأديان.

وبعد:

فإني قد كنت عزمتُ منذ زمان على تنقيح خلاصة فيمن هاجر من الإخوان من مواطنهم التي استولت عليها يد العدوان، فلم يتيسّر ذلك حتى مضت أعوام وأنا مع ذلك في كل يوم من الأيام أقدِّمُ رجلاً وأؤخِّر أخرى لإعواز ذلك إلى من أحاط به خُبْرًا.

فلما رأيت أن جمع ذلك فيه إحياء أثر يقتدى، صمّمت على تحرير ما فكّرتُ فيها من المبتدى، فقلت مفوِّضًا إلى الله أمري، متوكِّلاً عليه في عسري ويُسري.

إنا كنا معشر ثواة الصحراء الكبرى في أفريقيا الغربية قبل حكم فرنسا الذين أذاقوا الناسَ مرًّا، كنا في غاية الراحة والطمأنينة، في بلادٍ مخصبة أمينة.

إلا أن لبعض جفاة البرابر فيها إغارات على البيادر، ينهبون ويغصبون كل مَن كانت لهم عليه قدرة، وليس في قلوبهم عليه شفقة ولا رحمة، إلى أنْ سلّط

<<  <  ج: ص:  >  >>