للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما جاء في مجلة (المجلة العربية)]

[نبذة عن حياته]

...

[ما جاء في مجلة (المجلة العربية)]

العدد (؟) بتاريخ رجب ١٤١٩هـ:

شخصيات العالم المحقق.

الشيخ حماد بن محمد الأنصاري.

بقلم: عبد اللطيف بن محمد الجيلاني ـ المغرب.

فقدت الأمة الإسلامية مؤخّرًا علمًا بارزًا من علماء الأمة الإسلامية، ألا وهو الشيخ المحدِّث العلامة أبو عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري؛ فبذهاب العلماء يذهب العلم، والعلماء هم ورثة الأنبياء، فضلهم عظيم، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهلُ الغفلة، وهم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة؛ بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ؛ قال أحد السلف: "عليكم بالعلم قبل أن يذهب؛ فإنّ ذهاب العلم موت أهلِه"، وفي "الصحيح" عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء؛ حتى إذا لم يترك عالمًا اتخذ الناسُ رؤساء جهّالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلّوا وأضلوا".

كان الشيخ حماد الأنصاري إلى حدود شهر رمضان ١٤١٧هـ مستمرًّا في مسيرته العلمية يحيي نفوس تلاميذه وروّاده بتوجيهه الحكيم ودروسه السلفية وعلمه الصحيح، ثم فاجأه مرضٌ عضال في العشر الأواخر من رمضان، واستمرّ به إلى يوم وفاته؛ وإبان مرضه تنقّل بين مستشفى الملك فهد بالمدينة النبوية ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ثم عاد مرة أخرى إلى المدينة في مستشفى طيبة؛ حيث لفظ أنفاسَه الأخيرة.

وتعودُ آخرُ زيارة قمتُ بها إليه قبل يومين من وفاته؛ فرأيت الشيخ حينها على غير ما عهدناه عليه، قد تغيّرت حالته، فأصبح لا يكادُ يعرف مَن حولَه، وصار جسمُه نحيلاً، وابيضت لحيتُه بعدما ذهب عنه الخضاب، وافتقدنا بابتسامته التي لم تكن تفارقه كلما لقيناه.

وقد وضع بجانب رأسه مذياع لفت انتباهي حينما انبعث منه صوت القارئ وهو يتلو قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>