للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مرض الوفاة]

...

كانت بداية مرضه في شهر رمضان عام ١٤١٧هـ لخمس وعشرين يومًا مضت منه، حيث بدأ معه المرض في ساقه الأيمن.

أخذ يشتكي من وجعٍ وانتفاخ فيه -رحمه الله تعالى-، وكان من أول شهر رمضان إلى الخامس والعشرين منه، يذهب كلُّ يوم إلى المسجد النبوي -على صاحبه أزكى الصلاة والتسليم- فيصلي فيه العشاء والتراويح مع الإمام الأول منها، ثم يعود إلى المنزل، وبعد العودة يتعشّى، ثم ينزل إلى مكتبته لاستقبال طلبة العلم وغيرهم إلى قُرب الساعة الواحدة ليلاً.

ثم أخذ الوجعُ والألم الذي في ساقه يؤلمُه أكثر فأكثر وتسبِّب في حمّى شديدة، جعلته لا يتحرّك من فراشه، مستلقٍ في غرفته الخاصّة به.

وقمنا في السادس والعشرين من شهر رمضان باستدعاء أكثر من طبيب، واستطاع أن يستعيد شيًا من نشاطه بسبب المُسكِّنات التي كان يتناولها، ولكن سرعان ما يزول تسكينها ومفعولها، فأصبح الوالد ـ رحمه الله ـ ملازمًا لغرفته، مستلقيًا على سريره، بادية عليه علامات الضعف والإرهاق والتعب الشديد، وكان يذكر الله -سبحانه وتعالى-، ويتحدّث مع مَن حولَه من أهل البيت، ويسأل عنهم حتى أوشك شهر رمضان على النهاية ومرضُه يزداد ولا ينقص، وهو مع ذلك صابرٌ محتسب.

وكان الأقارب وطلبة العلم ما بين سائل عنه هاتفيًّا وزائر.

ثم في مستهل شهر شوّال المبارك أشار علينا بعض محبِّي الوالد أن نَنْقله إلى مستشفى الملك فهد بالمدينة النبويّة، وسيقوم هو بعمل اللاّزم والاستعدادات لاستقباله.

وقمنا في الصباح الباكر من أول أيّام العيد بإحضار (كرسي متحرّك) ،

<<  <  ج: ص:  >  >>